◄◄ حادثة الإسكندرية ليست عملا للفتنة الطائفية لكنها جريمة تستعيد مناخ إرهاب مقهى وادى النيل وضرب المسلمين والأقباط معا
المظاهرات التى شهدتها مصر طوال اليومين الماضيين كانت تعبيرا عن غضب مشروع فى مواجهة جريمة إرهابية استهدفت كنيسة القديسين، لكنها أيضا استهدفت الوطن كله وأعادت التذكير بموجات الإرهاب الأسود فى التسعينيات من القرن الماضى.. وكانت المظاهرات فى أغلبها تجمع طوائف المصريين، وحتى عندما خرج الأقباط فى مظاهرات بسبب حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، فقد كان خروجهم يختلف عن المظاهرات السابقة التى خرج فيها الأقباط، بسبب أحداث نجع حمادى أو اختفاء فتاة قبطية. لكن المظاهرات بعد حادث الإسكندرية بدأت باشتراك مسيحيين ومسلمين أعلنوا عن استنكارهم ورفضهم وغضبهم، وحتى عندما كادت التظاهرات أن تخرج عن الطبيعى فقد كانت أجهزة الأمن فى أغلبها تتفهم هذه المظاهرات وأسبابها، تقديرا لغضب بدا مشروعا، خاصة أن المصريين بجميع طوائفهم أعربوا عن الغضب والحزن، وشاركوا فى المظاهرات وقدروها.
وعندما خرج المسيحيون فى محافظات مصر المختلفة من الإسكندرية إلى الصعيد، حاملين الصليب والصور الدينية ينددون بهذا الحادث الغاشم، أو وقعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة أمام الكاتدرائية أو على طريق المحور، فقد كانت الرؤية والمشاهد تقول إنها مظاهرات غضب وليست مظاهرات عداء، وإن الشعب المصرى بجميع طوائفه خرج يدين الحادث الإرهابى الذى لم يفرق بين مسلم ومسيحى.
وكان الأنبا موسى، أسقف الشباب بالإسكندرية، قد رفض وصف حادث الانفجار الذى وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية بأحداث فتنة، مؤكدا أن هذا الحادث يمثل عملا إرهابيا، وليس فتنة طائفية.
وأوضح الأنبا موسى أن الفتن الطائفية تشتعل بين طوائف الوطن الواحد، وتكمن قوة المجتمع فى قدرته على احتواء تلك الفتن وإخمادها، واستعادة علاقات القوة بين أبناء الوطن الواحد.
وألمح الأنبا موسى إلى أن هذا الحادث الإرهابى يجسد «خيانة مرتكبيه لأديانهم، لأن جميع الأديان تنبذ العنف والإرهاب»، موضحا أن مرتكبى الحادث خضعوا لعمليات غسيل مخ جردتهم من المشاعر الإنسانية.
ولم تكن تصريحات الرئيس مبارك والبابا شنودة بعيدة عن هذا المعنى، حيث أكدت أن الحادث إرهابى، وهذه التصريحات حوّلت القضية من طائفية إلى إرهابية يواجهها جميع المسلمين والمسيحيين، وأن يخرجوا جميعا فى مظاهرات صفا واحدا لمواجهة المخططات الخارجية التى تستهدف هذا البلد. إنها بالفعل مظاهرات مصرية وليست مظاهرات مسيحية، لأن الذين شاركوا فيها يعلنون رفضهم للجريمة وأى جريمة تقع ضد أى من عناصر الأمة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة