◄◄ جراحة فى قلب الإخوان.. عسكرة الجماعة وارتكابها أعمال عنف بداية للانشقاقات الناعمة والعنيفة
خروج مجدى عاشور النائب الإخوانى الوحيد فى البرلمان الحالى عن قرار مكتب الإرشاد واستمراره فى البرلمان كمستقل، وتصعيد جبهة المعارضة بالجماعة لموقفها ودعوتها لمؤتمر يناقشون فيه تعديلات اللائحة الداخلية للجماعة نهاية الشهر الحالى، كلها أحداث تعكس صدق تنبؤات ثروت الخرباوى المحامى الإخوانى الذى توقع عشرات الانشقاقات وخروج كثير من أبناء الإخوان عن التنظيم ومخالفة قرارات القيادة، وذلك من خلال كتابه «قلب الإخوان».
وكشف الكتاب أن الجماعة تتجه بقوة ناحية العسكرة، ودلائل ذلك واضحة فى تصرفات الجماعة الأخيرة، مدللا على ذلك بآراء ذكرها لقيادات كبيرة خرجت أو رفضت أسلوب القيادة منها د.توفيق الشاوى أحد قيادات الجماعة السابقين، الذى أكد فساد هذا المنهج العسكرى ونبوءته بأن الجماعة سترتكب أعمال عنف فى السنوات المقبلة، نتيجة ابتعادها عن الوسطية والاعتدال.
وتوقع الخرباوى فى كتابه الذى يعد الأول أن تدخل الجماعة متحف التاريخ خلال عشر سنوات، ومن المنتظر أن تتوالى عشرات الانشقاقات بعضها يُسمى بالانشقاق الناعم والبعض الآخر يُسمى الانشقاق العنيف وألا يستمر كثيرا لأن أفكار سيد قطب ثورية والأفكار الثورية لا تعيش، ولكن المشاريع الفكرية هى التى تعيش وتثمر.
التفاصيل التى سردها الخرباوى بمثابة جراحة فى قلب الإخوان، من خلال تجربة شخصية يسردها بكل تفاصيلها نتيجة معرفته بكثير من المواقف، ولديه وثائق أيضا لوجوده فى الجماعة لأكثر من عقدين، انتهت بتجميد عضويته فى الجماعة، بعد تحقيقات وصفها بالمزورة والمفبركة وتوصية بفصله من التنظيم لأسباب تتعلق بموقفه ورأيه فى انتخابات المحامين.
وقصد الكاتب أن يجرى جراحة تفصيلية لقلب الجماعة، وكذلك كشف الطريق الذى تسلكه الجماعة بانقلابها على أفكار مؤسسها حسن البنا، والاستغراق فى منهج سيد قطب، ووصل إلى أن الجماعة فقدت رشدها وتخبطت، وافتقدت القدرة على الرؤية السياسية السليمة للواقع، وخرجت من دائرة مدرسة حسن البنا، وتبنت مشروعا فكريا مختلفا هو مشروع سيد قطب الذى هو بعيد كل البعد عن أفكار الإخوان الأصلية، كما أنها اتجهت ناحية الاتجاه السلفى واختفى دعاة الإخوان وأصبح الإخوان من أتباع أبو إسحاق الحوينى ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب.
ووصل الكاتب إلى أن الجماعة ستصبح فى خلال خمس سنوات عدة جماعات وليست جماعة واحدة، وستكون هناك جماعة منشقة ستسمى نفسها «مدرسة الإخوان»، وستحاول أن تسير على نهج حسن البنا التى سار عليها فى السنوات العشر الأولى من بدء إنشاء جمعيته، وستهتم بالعمل الدعوى والإصلاحى وستهجر العمل السياسى التنافسى، وقد يكون هذا حادثا الآن بتحركات جبهة المعارضة التى تريد أن تنشئ تجمعا موازيا لتنظيم الإخوان، ولكن على فكر حسن البنا.
وعرض الخرباوى تجربته الشخصية بدون رتوش أو تجميل أو إغفال لأى دور أو موقف له علاقة بالأحداث، مما زاد من مصداقية المعلومات، وكسب تعاطف مع مأساته وأحزانه، وما وصل إليه من إحباط يصل إلى حد الصدمة من طريقة التعامل والنقاش داخل الجماعة، فلم يحمل معاول الهدم إلا أنه كان هادئا مشفقا على سقوط الرموز أمام عينيه، رغم حبه الذى أظهره لفكر البنا والقيم التى دخل الجماعة من أجلها فوجدها تتناثر وتختفى على أيدى أفراد كان يعدهم من الأتقياء الأخيار.
وتحدى الخرباوى أن يكذبه أحد فى كل الوقائع التى سردها، مؤكدا أنها حقيقية وسيكون للكتاب جزء ثان، قائلا« أنا لم أقل كلمتى بعد».