◄◄ جبهة «تجمع موحد» تدعم حسين عبدالرازق رئيساً.. و«الإصلاح والتغيير» تدعو جودة عبدالخالق للترشح
لم يجد الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، حلاً أفضل من سيناريو «الخروج الآمن» لإنهاء الأزمة الداخلية التى يمر بها بيت اليسار المصرى، عقب انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وبيان القيادات التاريخية للحزب الذى يطالب بسحب الثقة من القيادة المركزية، بسبب رفض الانسحاب من جولة الإعادة، كما فعل حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين.
سيناريو «الخروج الآمن» لرفعت السعيد من رئاسة التجمع يستند إلى المادة 44 من اللائحة الداخلية التى تمنح اللجنة المركزية للحزب، ثانى أعلى مستوى قيادى، الحق فى إجراء المؤتمر العام قبل موعده بـ3 أشهر أو تأجيله لنفس المدة، ووفقاً لذلك من الممكن أن يُعقد المؤتمر، العام الذى سيشهد نهاية الولاية الثانية والأخيرة للسعيد، فى شهر ديسمبر 2011 بدلاً من مارس 2012.
وحسب مصادر مطلعة بالتجمع فإن حسين عبدالرازق، عضو المجلس الرئاسى والمرشح «المحتمل» لرئاسة الحزب، هو أهم الداعمين لهذا السيناريو الذى سيفتح المجال مبكراً للحديث عن الرئيس القادم للتجمع، ويدفع الجبهتين الرئيسيتين فى الحزب، جبهة «تجمع موحد» وجبهة «الإصلاح والتغيير»، إلى إعادة الحسابات استعداداً للانتخابات.
جبهة «تجمع موحد» تكاد تكون توافقت على دعم عبدالرازق كمرشح لرئاسة الحزب، فى المقابل فإن هناك عدداً من الخيارات المطروحة أمام جبهة «الإصلاح والتغيير«، أبرزها الدفع بالدكتور جودة عبدالخالق، المفكر الاقتصادى البارز، مرشحاً لرئاسة التجمع، إلا أن المأزق الذى يواجه هذا الخيار هو أن «جودة» لم يدرس أمر ترشحه لرئاسة التجمع حتى الآن.
الخيار الثانى المطروح أمام جبهة «الإصلاح والتغيير» هو عودة أبوالعز الحريرى، وهو أمر ربما يبدو أصعب من الخيار الأول، نظراً لأنه يتطلب صدور قرار من اللجنة المركزية بإلغاء قرار الأمانة العامة بفصله، استناداً إلى أن اللائحة الداخلية لا تسمح للأمانة العامة بإصدار قرارات بالفصل، واللافت أن أبوالعز أجرى بالفعل لقاءات، خلال الفترة الماضية، مع عدد من أعضاء اللجنة المركزية قبل اجتماعها المرتقب، وبحثوا معه خطة إعادته للحزب مرة أخرى.
من جانبه أكد حسين عبدالرازق لـ«اليوم السابع» أنه يبحث منذ فترة طويلة ترشيح نفسه رئيساً للحزب فى المؤتمر العام المقبل، وأوضح أنه سيتخذ القرار بعد اجتماع اللجنة المركزية القادم الذى سيحدد موعد المؤتمر العام، مضيفاً أنه سيتشاور مع عدد من قيادات التجمع بشأن ترشيحه، وقال: «لا بد من دراسة الأمر مع الزملاء وبحث الاتجاهات داخل الحزب، والتأكد من أن لياقتى البدنية والذهنية ستسمح بمباشرة أعمال هذا المنصب».
ولم يخف عبدالرازق دعمه لسيناريو «الخروج الآمن» معتبراً أن إجراء المؤتمر العام مبكراً هو حل أفضل من الدعوة لمؤتمر عام طارئ لسحب الثقة من القيادات المركزية، وقال: «سحب الثقة قد يبدو إجراءً انتقامياً من رفعت السعيد برغم أنه لا يمانع فى مغادرة منصبه مبكراً».
فى حين يرى عبدالغفار شكر، عضو المكتب السياسى للحزب، أن مبدأ طرح الثقة الذى طالب به البيان مبدأ ديمقراطى أصيل، مشيراً إلى أن البيان يعتبر خطوة لكشف الواقع داخل «التجمع»، ولمعرفة هل هناك رغبة حقيقية لاستعادة دور الحزب كمعارض جذرى لسياسات النظام، موضحاً أن سيناريو «الخروج الآمن» الذى يستند إلى إجراء المؤتمر العام مبكراً قد يمثل بالفعل حلاً وسطاً بين القيادة المركزية للحزب والقيادات التى تطالب بسحب الثقة.