◄◄ وكيل وزارة الرى: الأرصاد الجوية أخطرتنا بالسيول قبل وقوعها بـ3 أيام.. ولا توجد مواسير صرف فى روافد المخرات والأودية
أعاد حادث أتوبيس الرحلات التابع للشركة المصرية للسياحة، ويحمل رقم 174 والذى سقط فى الرمال التى تحولت إلى نهر متلاطم من الأمواج، وراح ضحيته 14 طالبة أعمارهن لم تتجاوز 13 عاما- إلى الأذهان حادث السيول الذى ضرب محافظة المنيا منذ بضع سنوات فى قرى شرق النيل.
على بعد 35 كيلو من المناطق العمرانية بمدينة المنيا شمال كمين البرشا بمركز ملوى، وعلى الطريق الصحراوى الشرقى، وفى حضن الجبل، وبعيدا عن أعين البشر، توقف أتوبيس الرحلات الخاص الذى كان فى طريق عودته من المنيا إلى محافظة أسيوط بأكثر من 70 طالبة فى المرحلة الإعدادية قمن بزيارة المناطق السياحية بالمنيا، لتشاهد التلميذات منظر المياه وهى تسقط من فوق أعالى الجبل عقب هطول الأمطار بغزارة، وكانت أشبه بالسيول، واختلطت برماله شديدة الصفرة، ولم تطل دهشتهن بالمنظر، ولم ينظرن بأعينهن تحت إقدامهن، وكانت المياه تنخر بقوة وتأكل فى الرمال وتأخذها معها حتى وصلت إلى جزء كبير من الطريق الأسفلتى الملاصق للصحراء، حتى أن الأسفلت لم يجد شيئا يتكئ عليه، ففضل الذهاب مع الماء لينهار أسفل الأتوبيس الذى كان يحمل بداخله عددا كبيرا من الطالبات اللاتى رفضن النزول، وفضلن البقاء بداخله خوفا من الأمطار، ليسقط أتوبيس الرحلات فى مياه أشبه بمياه النهر التى جرفته لمسافة 500 متر فى الصحراء ليكتسى بالماء، ولم يستطع عدد كبير من الطالبات الفرار منه، إلى أن استسلموا للموت.
ووسط هذا المشهد الأليم سقطت طالبة فى حالة إغماء عند مشاهدتها منظر سقوط الأتوبيس بزميلاتها، لتجرفها المياه، ويظل رجال الإنقاذ يبحثون عن أحياء، ولم يعثر عليها أحد لتستيقظ بعد وقت طويل لتجد نفسها وحيدة فى صحراء موحشة تملؤها المياه من كل اتجاه، ولم تجد حيلة سوى أن تلوذ بصخرة مرتفعة وتجلس عليها إلى أن بدأ النور يشرق، وأخذت تمشى فى الصحراء إلى أن وصلت بصحبة 5 من جثث زميلاتها إلى أحد المواقع التى تعمل فى الصحراء لتسقط مرة أخرى بين أيديهم.
وعقب الإبلاغ عن الحادث كانت سيارات الإسعاف قد انتقلت الى الموقع على الفور، ومن بين هذه السيارات كانت إحدى السيارات يقودها سائق ويدعى محمد خضر، ويبلغ من العمر 35 سنة، آلمه المشهد فأسرع من سيارته لإنقاذ الطالبات، فنزل إلى الأتوبيس وأثناء محاولته إنقاذهن اشتد المطر ليتحول إلى سيل ليجرف إمامه كل شىء، وكان الظلام قد ظلل المكان فلم يستطع مقاومة المياه كثيرا، ورغم تشبثه بأحد قضبان الأتوبيس فإن السيل كان أقوى منه، فأخذه معه إلى داخل الصحراء لتغطيه المياه ولا يجد من ينقذه هو.
وكشف الحادث عن وجود إهمال جسيم فى إنشاء الطرق وتهيئتها من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين، فالمسؤولون عن الطرق بالمنيا يتبادلون الاتهامات.
ونفى المهندس شوقى على كريم، وكيل وزارة الرى بالمنيا، مسؤولية الرى عن الحادث، وأن مسؤولية الرى داخل الكتل السكنية أو الطرق الفرعية، مشيرا إلى أن المكان الذى وقع فيه الحادث رافد من روافد مخرات السيول، وأن هيئة الطرق لم تتبع الوسائل العلمية فى إنشاء الطريق، فكان لابد من التنسيق وعمل دراسات بحثية قبل إنشاء الطريق، إضافة إلى اكتشاف أنه لا توجد سوى ماسورتين ضيقتين فى هذه المنطقة لا تكفى لاستيعاب مياه السيول، وأكد أن هيئة الأرصاد الجوية أخطرت جميع الهيئات بالمنيا قبل الحادث بـ3 أيام، الأمر الذى دفعنا إلى القيام بتطهير جميع المخرات التى يبلغ عددها 31 مخراً، وأكد أن 9 مخرات للسيول استقبلت السيل ولم يشعر بها أحد، وأضاف أن المياه كانت على عمق 4 أمتار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة