تصدر قريبًا عن دار ميريت للنشر، الطبعة الثانية من رواية "الورشة" للكاتب محمد جاد إسماعيل بغلاف جديد، وتقع الرواية فى 175 صفحة من القطع المتوسط.
وتدور أحداث الرواية حول "سالم"، الذى لم يبلغ الأربعين من عمره، والمولود عام 1960، والذى تتغير نظرته للحياة، وتزداد رغبته فى كل لحظة فى الموت، وذلك بعد خروجه من السجن بعفو صحى بعدما أصيب بالتبول اللا إرادى والسكر.
وتتناول الرواية عالم "الورشة" بكل تفاصيله، ومفرداته، وكيفية تعامل أفراد هذه الورشة مع بعضهم البعض بإشارات لا يفهمها أحد غيرهم خلال سرقاتهم فى الشوارع، وهم كما تصورهم الراوية جماعة من الناس يشترط فى بعض الأحيان أن تكون بينهم "امرأة"، يسافرون إلى السعودية فى مواسم الحج والعمرة أو كأس العالم، وهناك يقومون بسرقة المتعلقات الشخصية للحجاج أو مشاهدى كرة القدم فى كأس العالم، وذلك بعدما يحصلون على جوازات سفر لأشخاص "مصريين" ارتضوا بيع أوراقهم الثبوتية مقابل مبلغ من المال.
ويتتبع محمد إسماعيل فى روايته سير أحداث هذه الورش، عندما تذهب للسعودية أو كأس العالم، وما يفعلونه بعد كل سرقة، وعندما يقبض على أحدهم أثناء هذه العمليات، أو يقبض عليهم جميعًا، كما حدث لهم فى كأس العالم من قبل.
ولا يتوقف عالم الورشة على السرقة فقط، بل يتتبع الروائى تفاصيل "ورش المخدرات" التى تخرج من مصر إلى السعودية أيضًا والعالم بشكل عام، حيث يتم وضع عدد من أصابع الحشيش والمخدرات فى مؤخرات عدد من الشباب "الشواذ" قبيل وصولهم للمطار بساعات قليلة، وعندما يصلون إلى السعودية يقومون ببيعها بطرق مختلفة فى شوارع مكة.
ومن خلال شخصية "سالم" ينتقد الروائى الأوضاع الاجتماعية فى مصر، بعد عصر الانفتاح، ووجود سوق حدائق القبة بجوار قصر القبة فيصفها بالفوضى، مشيرًا إلى تفاصيل هلع الشارع المصرى حينما علموا بوفاة الرئيس الراحل عبد الناصر، ويتطرق بعد هذا للبطالة والإحساس الواضح بالإحباط لدى الكثيرين وهو ما يبدو واضحًا حينما يتزوج "سالم" من سعدية التى تنجب له طفلاً، فيدور بينهما حوار طويل يؤكد فيه رفضه لمجىء هذا المولود إلى الدنيا، بينما تؤكد له "سعدية" أنها تريد أن تكون أمًا ولو جاء ابنها مشلولاً.
وينتقد "سالم" بطل الرواية "الشيزوفرينيا" بالسعودية، عندما يستطيع أن يذهب إلى هناك للعمل فى أحد فنادق بـ مكة، فيرصد أوضاع الشارع السعودى، ووجود جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والتى تقوم بإجبار الناس على الصلاة باستخدامهم "للعصا" وعند اعتراض أحد، مثلما فعل أخوه من قبل، يقومون بإبلاغ السلطات الحكومية هناك، بأنه "سبَّ" الملك، فيقبض عليه ويحكم عليه بالسجن لفترة من الزمن.
ومن خلال عمل "سالم" ، يتناول عالم الحفلات الليلية بالدولة الخليجية حينما يذهب إلى إحدى الفيلات هناك، فتكشف صاحبة الحفل لطاقم الفندق عن الأماكن التى توضع فيها أفخر أنواع الخمور، وكذلك ينتقد نظام "الكفيل" بدول الخليج بصفة عامة، من خلال حادثة القبض على أخيه بسبب خلافه مع صاحب العمل السعودى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة