إبراهيم داود

دماء جديدة

الأربعاء، 05 يناير 2011 03:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختارالقتلة التوقيت المناسب وضربوا فى مقتل، وتركوا دماء الشهداء فى الإسكندرية تستقبل عاما جديدا ينتظره المسلمون والأقباط معا، وتركونا هكذا، غرقى، لا نجد ما نقوله، لا تعرف من أى زمن جاء الذين يفكرون هكذا، وإلى أى زمن يذهبون؟ ما هى مبررات القتل، ولماذا يضحى أحدهم بنفسه ليقتل مواطنين عزل فى طريقهم إلى دار عبادة فى وطنهم؟ وأين؟

فى الإسكندرية، بوابة النور وعاصمة التسامح الكونى، رئة مصر الواسعة التى يلجأ إليها المخنوقون من ضيق الأفق، بلد سيد درويش ومحمود سعيد ومحمود الشريف وكفافى وأونجارتى والبساطة والعمارات الجميلة والذكريات الحلوة، ومتى؟ فى أعياد بشر يبحثون عن ضوء يبدد الظلام الذى تفنن النظام فى بثه فى نفوس الناس. اختار القتلة الوقت المناسب ليقتلوا إحساسنا بالسلام، سيقول خبراء الإرهاب المزدهرون فى النكبات إنها «القاعدة»، سيقول آخرون إنه التعليم والإعلام، والدمامل التى تتغذى على الرمال الغريبة التى تهب من الشرق، أين يسهر أمن الإسكندرية فى رأس السنة؟، نحن محاصرون بأمراضنا وقناعاتنا وأعدائنا، الجريمة الجديدة جددت جراح نجع حمادى، ووضعتنا أمام قلة حيلتنا، ووجدنا أنفسنا مرة أخرى فى مواجهة الإرهاب، أمام أشباح لا تستهدف شخصا بعينه، هم يريدون أن يبعثوا رسائل للعالم تفيد بأنهم لن يكفوا عن القتل، وأن المستقبل لا يعنيهم، وسنراهن كما يحدث كل مرة على وحدة عنصرى الأمة، وعلى ضرورة التصدى لأعداء الأمة، رموز الدين الرسميون سيقولون كلاما جميلا ويلتقطون الصور التذكارية، المثقفون والأدباء والفنانون سيدينون ويشجبون ويوقعون بيانات ويقفون بالشموع، تضامنا مع القتلى، وستزداد نبرة رموز النظام حدة، وهم يتحدثون عن أعداء الوطن فى الداخل والخارج، وتبقى الفتنة نائمة فى مكان ما، ويظل النظام ورعا فى ترهيب خصومه، ولا أحد يعرف كيف ومتى سنخرج من هذا النفق الطويل.. المعتم؟

- قال السيد رئيس الوزراء لبرنامج «48 ساعة» أن حكومته هى الوحيدة فى التاريخ المصرى الحديث التى التزمت مع الشعب بأرقام، وقال السيد أحمد عز فى مقالاته الساخرة بالأهرام أن مستوى معيشة الطبقة المتوسطة ارتفع، ويشهد على ذلك المليون و600 ألف طالب فى المدارس الخاصة، والذين لجأ أولياء أمورهم إليها، خوفا من المزايا التى تقدمها المدارس الحكومية لأبنائهم، وبين رئيس وزراء الأرقام وارتفاع مستوى معيشة عز، نشر مركز العقد الاجتماعى بمجلس الوزراء (وهو على ما أعتقد مكان رسمى) تقريرا حديثا، يؤكد أن عدد المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر 16 مليونا و300 ألف، وأن هناك 21.6 من الأسر تعيش على أقل من 185 جنيها مصريا للفرد شهريا، وأنه يوجد 509 آلاف طفل كانوا يعانون سوء التغذية سنة 2000، تضاعف هذا الرقم ثلاث مرات عام 2008، ووصل إلى 1.5 مليون (أثناء تنفيذ البرنامج الانتخابى للسيد الرئيس)، والدكتور رئيس وزراء الأرقام لا يعرف حتى الآن أن الأكاذيب، بالإضافة إلى القمع وغياب الديمقراطية وإحساس المواطن بالإهانة.. هى التى تدفع إلى الإرهاب، وهى التى جعلتنا نستقبل العام الجديد على أنغام.. المتفجرات؟!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة