ونحن نستعد لبدء عام جديد وكلنا أمل ورجاء أن يكون عاماً مختلفاً عن عام 2010، الذى بدأ دامياً بجريمة نجع حمادى، وها هو عام 2011 يبدأ بجريمة أخرى تؤدى بحياة 21 قتيلاً وما يقرب من 100 قتيل طالت الخارجين من كنيسة القديسين بالإسكندرية، ربما يأتى هذا الحادث تنفيذاً لتهديد أطلقته الجماعات الإرهابية فى العراق للكنيسة فى مصر، بعد تفجير كنيسة سيدة النجاة، وهذه الجريمة كما قال السيد الرئيس محمد حسنى مبارك، إنها هزت ضمير مصر مسلمين ومسيحيين ولا ننسى أنه من ضمن المصابين مسلمون اختلطت دماؤهم بدماء إخوتهم فى الوطن المسيحيين.
ونحن نرفض أن نلصق هذه الجريمة بالدين الإسلامى، لأن أى إنسان يعرف الله "حقاً" لا يمكن أن يشترك فى عمل إجرامى يرهق فيه أرواح بريئة، فهذه الجريمة هى عمل إرهابى من الطراز الأول، وإن كان ورغم ذلك حتى لا تذهب دماء الشهداء هباءً نرى:
1 ـ سرعة القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة فى أسرع وقت ممكن.
2 ـ محاسبة المحرضين المباشرين وغير المباشرين الذين يحرضون على الفتنة فى الصحف والإعلام والمنابر.
3 ـ سرعة إصدار القانون الموحد لدور العبادة.
4 ـ سرعة إصدار قانون الأحوال الشخصية الخاصة بالمسيحيين.
5 ـ إصدار قانون يحظر التمييز الدينى ويعاقب أى شخص أو مسئول يرتكب أى نوع من المخالفات.
6 ـ تأكيد الصفة المدنية للدولة فى القائمة على مبدأ المواطنة وتكريس المساواة.
7 ـ مراجعة المناهج الدراسية وتنقيتها من كل ما يدعم التمييز الطائفى بين المواطنين.
8 ـ العمل على وقف التراشق والملاسنات بين الرموز الدينية والتى علت فيها روح الطائفية البغيضة، وكذلك وقف المظاهرات التى تعلى هذه النعرة وتسخين التوتر الطائفى.
9 ـ على الدولة أن ترسخ العمل الديمقراطى وحرية التعبير والعقيدة، لأنه هو صمام الأمان والسلام فى بلادنا، أن الإرهاب لا يفرق بين مسيحى ومسلم، فمصر هى المستهدفة وإن لم تتم دراسة هذه الظاهرة الجديدة فى مصر ستتابع الأنشطة الإرهابية على مصر وستنال من القوام الطائفى، فأقترح تكوين لجنة يترأسها رئيس الجمهورية، تضم علماء اجتماع وقانونيين ومتخصصين لدراسة هذه الظاهرة اجتماعياً.
يا رب احفظ بلادنا المصرية الحبيبة من كل سوء واعطى من يتحلون بأمانة المسئولية الحكمة لوضع حل لهذه الأحداث المأساوية حتى لا تصير ظاهرة اعتيادية فى المجتمع المصرى.
* رئيس المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية بمصر.