تسأل إحدى السيدات هل هناك فوائد لتناول الأسبرين، حيث إننى قرأت عن أن هناك فوائد كثيرة للأسبرين، وهل هناك مدة زمنية لتناوله للوقاية من بعض الأمراض؟
يجيب الدكتور مدحت خليل، استشارى الجهاز الهضمى والكبد والتغذية العلاجية قائلا: "هناك دراسة نشرت خلال شهر سبتمبر 2010 فى مجلة Gut، أشارت إلى فائدة تناول الأسبرين للوقاية من الإصابة بسرطان القولون أو الأمعاء، المسئول عن وفاة أكثر من نصف مليون شخص على مستوى العالم سنويا، وقد أكدت النتائج أن تناول 75 مجم من الأسبرين بصفة منتظمة لمدة عام يقلل مخاطر الإصابة بالسرطان بحوالى 22%، وترتفع هذه النسبة إلى حوالى 30% فى حالة تناول الأسبرين بجرعة مخفضة يوميا لمدة خمس سنوات أو أكثر".
دراسة أخرى نشرت خلال شهر ديسمبر 2010 م فى دورية لأنست الطبية الشهيرة بعنوان: "جرعة مخفضة يوميا من الأسبرين تقلل أعداد الوفيات الناجمة عن السرطان، لكن الحذر مازال سيد الموقف".
فقد أكدت الدراسة أن فعالية الأسبرين تتعدى كونه مسكنا للألم ويحمى من أمراض القلب والسكتة الدماغية، بل يحمى أيضا من بعض أنواع السرطان، وأكد الباحثون أن نتائج الدراسة تحسم الجدل العلمى المطروح بشأن فوائد وأضرار تناول جرعة مخفضة يومية من الأسبرين للأصحاء فى سن الأربعين أو الخمسين، وهو ما يطلق عليه "الوقاية الأولية"، ويرى الباحثون أن تناول الأسبرين قد ينطوى على خطر ضعيف لنزيف الجهاز الهضمى، إلا أن هذا الخطر يتضاءل أمام فوائده فى الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان ومخاطر الإصابة بالأزمات القلبية، غير أن الوقت لايزال مبكرا أمام توصية العلماء بضرورة إعطاء حبة أسبرين لكل مواطن، للحصول على فائدة لم يتم إدراجها ضمن التوصيات الطبية السابقة، وهى تناول الأسبرين للوقاية من خطر السرطان.
شملت الدراسة تحليلا للدراسات العلمية التى أجريت على حوالى 25 ألف شخص ممن يتناولون جرعة مخفضة من الأسبرين يوميا للوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية، وأكدت الإحصائيات أن تناول 75 مجم يوميا من الأسبرين والتى تمثل ربع جرعة الأسبرين المسكنة للألم ساهمت فى الإقلال من معدلات الوفاة الناتجة عن السرطان بجميع أنواعه بنسبة الخمس تقريبا (21%) خلال عشرون عاما، كما ساهمت فى خفض مخاطر الإصابة بسرطان المرىء بحوالى 60 %، وسرطان الأمعاء 40% وسرطان الرئة 30 % وسرطان البروستاتا بحوالى 10%!!
كما أكدت الدراسة أن فوائد تناول الأسبرين للوقاية من السرطان تحتاج إلى فترات طويلة تزيد عن خمس سنوات، فمثلا يلزم تناول الأسبرين حوالى خمس سنوات للوقاية من سرطانات المرىء والبنكرياس والمخ والرئة، وحوالى عشر سنوات للوقاية من سرطان المعدة والأمعاء وحوالى خمسة عشر سنة للوقاية من سرطان البروستاتا.
لذلك ينصح الباحثون الأشخاص الأصحاء بالاستخدام المبكر للأسبرين بصفة منتظمة فى أوائل سن الأربعين أو الخمسين قبل الوصول إلى السن الحرجة الذى تتزايد فيها مخاطر الإصابة بالسرطان.
كما يرى الباحثون أن تناول الأسبرين يوميا للوقاية من السرطان أقل تكلفة من الاختبارات والقياسات المسحية التى تجرى للكشف المبكر عن السرطان، مثل سرطان الثدى والبروستاتا، بالإضافة إلى احتمالات إيجابية لتأثير الأسبرين على تطور ونمو الخلايا السرطانية، وقد يدفع بعض الخلايا المتحولة إلى التدمير الذاتى المبرمج، الأمر الذى يتطلب المزيد من الأبحاث والدراسات العلمية.
ويؤكد دكتور مدحت أن الباحثين بمركز أندرسون لأبحاث السرطان التابع لجامعة تكساس أشاروا إلى أن هناك تفسيرا آخر محتملا، وهو أن الأسبرين يقلل الالتهابات بما فى ذلك الالتهاب المزمن الذى قد يؤدى إلى حدوث السرطان، لذلك أجمعت آراء الباحثين أن هذه النتائج ليست قاطعة تماما، وإذا كنت مهتما بتناول حبة الأسبرين يوميا عليك بمراجعة إرشادات طبيبك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة