تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن فيلمين سينمائيين فى الجزائر وفرنسا أثارا حالة من الجدل والغضب بين أوساط الجزائريين، وتقول الصحيفة، إن التجربة الاستعمارية الفرنسية فى الجزائر وما شهدته من حروب وإرهاب وتعذيب تبدو وكأنها جرح لن يضمد أبداً، فالغضب والشعور بالذنب تجاه الجزائر يثير بعض القلق اليوم بشأن الأعداد الكبيرة من المهاجرين الجزائريين والمسلمين أو ما يعرف بسكان الضواحى، وبشأن المخاوف الفرنسية المتعلقة بالحفاظ على الهوية الوطنية وكذلك القلق من الإسلام المتشدد والنساء المحجبات.
وتقول الصحيفة، إن فرنسا شهدت مؤخراً حالة من القلق والغضب بسبب فيلمين عن الجزائر ومواجهة فرنسا مع ماضيها الاستعمارى، وربما لا يكون هذان الفيلمان مختلفين، كما تقول الصحيفة، فأحدهما من إخراج فرنسى من أصل جزائرى يدعى رشيد بوشارب ويتناول رواية تاريخية تدور حول الكفاح الجزائرى من أجل الاستقلال، والثانى من إخراج كزافييه بوفوا ويتنازل المعتقدات الدينية والطهارة فى الجزائر.
غير أن كلا الفيلمين تدور أحداثه فى فترة العنف، الأول عندما بدأ مقاتلو جبهة التحرير الوطنية التى سعت إلى استقلال الجزائر واعتبرها الفرنسيون منظمة إرهابية، فى النضال الدموى للتخلص من الحكم الفرنسى، والثانى عندما فرض الإسلام المتشدد سيطرته فى الجزائر وحاول أنصاره الوصول إلى السلطة فى حرب أهلية، وقد نجحت الحكومة الجزائرية نفسها فى سحقه.
الفيلم الأول يتحدث عن الشهداء الجزائريين والثانى عن "الشهداء الفرنسيين"، وكلاهما غير متوازن بشكل ملحوظ كما أن كليهما يستخدم "الآخر" كدمية فى الدراما التاريخية، أحدهما يمجد الإجرام والإرهاب باسم الحرية والعدالة الجزائرية على حد وصف الصحيفة، فى حين أن الثانى، الذى تدور أحداثه فى منتصف التسعينيات، يتعامل مع اختلاط الدين بالسياسة فى الجزائر باعتباره أمراً مفزعاً يبرر القتل والإرهاب.
والمثير فى الأمر أن كلا الفيلمين تم اختيارهما من قبل الجزائر وفرنسا ليمثلهما من مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبى.
فيلمان عن الجزائر يثيران حالة من الجدل فى فرنسا
الثلاثاء، 04 يناير 2011 04:02 م
العديد من الأفلام ناقشت فترة الاستعمار الفرنسى للجزائر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة