فى المساء، بجوار شجرة جميز عتيقة التفت مجموعة العمال السريحة، وقد مدوا أياديهم لتناول أكواب الشاى المعمول فوق راكية الخشب التى يتصاعد ضوؤها مضيئا وجوه الحاضرين والمكان حولهم.. الواد أبو أحمد عاوز يبقى رئيس جمهورية.
- احنا عايزين نستريح، طب خلونى رئيس شهرين، شهرين اتنين بس، أو حتى أسبوعين
- حتعمل إيه فيهم يا شاطر؟
- إن ما أكلتوش الشهد أبقى مرة!! حاسحب الأراضى اللى اتوزعت على التخاين، وأعمل لها مزاد وأبيع منها وأوزع تمنها على الناس، وأنفذ مشروع الباز، وأبنى مدن جديدة يا ولاد، أحسن من المدن القديمة بتاعتنا.
و.... يضحك أبو خالد ويقول: مين التخاين دول يا أبو أحمد؟ يتعجب أبو أحمد ويقول: عجايب!! حد ما يعرفش مين التخاين؟ اللى مخليينك أنت وأنا وولادك وولادى متكتفين يا سيدى! أنت تقدر تشغّل ابنك فى وظيفة وتطمن عليه إلا إذا كان لك علاقة بحد من التخاين؟!
عندك حق يا بو أحمد الواد اشتغل معايا فى الغيط كام قيراط الحمد لله نحمد ربنا ونشكر فضله يا ابنى طبعا الحمد لله أولا وأخيرا، لكن أنا بأكلمك كلام كبير كلام أنت محتاج سنين عشان نفهمه
- يعنى إيه يا بو أحمد؟
- يعنى مصر دى اللى احنا بنقول عليها مصر هى أمى ومش عارف إيه فى الأغانى، هى فعلا كده، بس أمنا دى مسجونة منهوبة يا بنى، متعرفش قد إيه مصر فيها خيرات محتاجة اللى يوزعها من أول وجديد..الدولة جابت الجدع بتاع المالية عشان يلم شوية فلوس من الناس لأن الخزنة قربت تفضى، قالوا له تعالى يا أخينا عشان ترجع لنا الخزنة مليانة تانى، قام عامل نظام جديد، عشان يلم يلم يلم..، والناس تدفع.. تدفع.. عارف باكلمك بأمانة إحنا لازم نلغى الدعم، ونعيد توزيع الثروة، أديها لجهة مضمونة تخططها ويبنيها ويوزعها تانى شقق وعماير ومصانع وشوارع واسعة..! ونخطط كل مكان فى البلد على الخريطة عشان ميبقاش فيه حاجة اسمها عشوائيات
- والله الواد أبو أحمد ده ينفع ياولاد!
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة