لا أجد تفسيراً واضحاً لحالة الغضب الكبرى التى تنتاب جماهير الزمالك عقب مباراة فريقهم أمام الأهلى فى مباراة الأسبوع الـ12 المؤجلة لمسابقة الدورى والتى انتهت نتيجتها بالتعادل السلبى.. لأنه من وجهة نظرى هذا التعادل بطعم الفوز لأنه حافظ للزمالك على المقدمة وظل أيضاً محافظاً على فارق النقاط الست عن غريمه ومنافسه الحقيقى الأهلى ولكن على ما يبدو أن جماهير الزمالك كانت تتمنى أن ينال الأهلى علقة ساخنة وينهزم بالضربة القاضية الفنية ويسقط صريعاً تحت أقدام القبيلة البيضاء ربما لتعويض السنوات الست العجاف السابقة التى تألمت فيها الجماهير البيضاء وتحملت فوق طاقتها وذاقت ألوان العذاب فى عثرات فريقها وإخفاقاته والانتصارات المتلاحقة للفريق الأهلاوى المنافس.. وإذا كانت جماهير الزمالك لها الأعذار وترى أن رؤيتها ثاقبة ولها بعد نظر وترى أن مديرها الفنى حسام حسن قد أخفق فى تشكيل الفريق وزاد إخفاقاً فى تغييراته ويرونه أيضاً ليس بالمغامر أو الجرىء ولكنه ظهر كالنعامة الهادئة أمام الأهلى الذى تدهور مستواه بشكل ملحوظ فى المباريات الثلاث الأخيرة وترى تلك الجماهير أن حسام حسن لم يشف غليلها رغم أنها كانت الفرصة الكبرى لسحق الأهلى.. وأرى أن حسام حسن أدار هذه المباراة بواقعية بعيداً عن مشاعر وعواطف الجماهير.. وكان عقلانياً ولم يسل لعابه أو يصدق أن الأهلى بات عاجزاً وعجوزاً واحترم الأهلى ولاعبيه وفكر فى المباراة أن تخرج دون هزيمة له أولاً وإذا استطاع إحراز هدف خير وبركة ولذا فأرى أن واقعية حسام حسن رغم أنها خالفت ولم تأت على مزاج الجماهير وعواطفها.. هى الأفضل والأحسن للزمالك لأن هناك رؤية مهمة.. ماذا لو الزمالك غامر وانهزم واستطاع الأهلى تقليل فارق النقاط الست.. ماذا كان هؤلاء سيقولون.. ولكن على ما يبدو أن القمة الأهلاوية.. الزملكاوية ستظل بطولة خاصة جداً وكانت رغبة الزملكاوية الفوز حتى لو ضاعت بطولة الدورى.. ولكن حسام حسن يرى أن درع الدورى هو الأبقى والأفضل وهو الذى يحسب له فى تاريخه التدريبى وهو مازال يتحسس هذا الطريق الجديد وأرى أنه ليس حقاً للجماهير أن تغضب من العميد حسام حسن ولكنها عليها أن تنتظر وتؤجل فكرة الانتقام من الأهلى لحين الفوز بدرع الدورى وهذا هو الحلم المنتظر..
وإذا كانت أيضاً جماهير الأهلى قد وجهت بعض أسئلة اللوم نحو مديرها الفنى الذى أصبح سابقاً لرؤيتهم أن تغييراته الفنية قد شابها عدم التوفيق وراح البعض يتباكى لخروج النجم الزئبقى محمد بركات وآخرون نددوا باستبدال المهاجم الوحيد محمد طلعت وأكد البعض أيضاً أن تأخر مشاركة عفروتو لم يساهم فى إعطائه وقتاً للإجادة والتفوق والتهديف أيضاً ورغم حالة عدم الرضا الأهلاوى أيضاً بعدما اكتشفوا أثناء المباراة أن الزمالك يبحث عن التعادل أولاً فكان الطمع مشروعاً فى الفوز وخرجت جماهير الأهلى وإحباطها موجود ولكنه أقل كثيراً من الإحباط الزملكاوى بالتعادل ولكن أزعم أن الأهلى أيضاً استفاد بعودة الثقة لنجومه المتهمين بالعجز والشيخوخة وعادوا قريبين إلى أحضان الجماهير مرة أخرى واستطاعوا أيضاً أن يؤكدوا أن الدورى مازال فى الملعب وأن هؤلاء اللاعبين قادرون خلال المباريات الـ16 المتبقة أن يتخطوا أزمة المركز الرابع فى جدول المسابقة ويعودوا مرة أخرى إلى مركزهم الطبيعى على قمة الدورى ويبدو أيضاً أنه حلم ليس مستحيلاً بعدما عاد جوزيه الذى تراه الجماهير الأهلاوية الحل السحرى لكل البطولات الأهلاوية.
> يهل علينا عام جديد نتمنى من المولى عز وجل أن يكون أقل قتامة وضلالاً من العام السابق الذى لم تر فيه المحروسة سوى الهوان والإحباط العام، والعداءات، والكراهية المطلقة، ونجومية أصحاب الحناجر العالية والبلطجية، وقليلى الموهبة، وشهد تدهور الرسالة الإعلامية بشكل بات مخيفاً على أمة، كانت بالأمس القريب موحدة، واستطاع هذا الإعلام الفضائى بالذات أن يحولها إلى قبائل وفصائل عدائية، نظراً لأن بعض السادة مقدمى البرامج، حشروا أنوفهم فى التاريخ والجغرافيا وأحياناً كثيرة فى المسائل السياسية، فضاعت خريطة الطريق العربية، وتدهورت العلاقات المصرية الجزائرية، وشهدت ألوانا من العنف فى 2010.. وأتمنى فى 2011 أن يكون برداً وسلاماً على المصريين، وإن كانت بدايته فى الساعة الأولى كارثية، بعدما تطاول مجهول حتى الآن لا نعرف إذا كان فجر سيارة أو قام بتفجير نفسه فى مشهد دراماتيكى على مصر المحافظة، وقتل ما شاء من الإخوة الأقباط الذين كانوا يستعدون للصلاة والاحتفالات.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة