لم أتخيل يوما أن أشارك فى مظاهرة مليونية يقودها الشباب المصرى الثائر ،حتى مجرد خيال ضمن أحلام اليقظة ..مظاهرة تعدى عددها المليون ثائر تنطلق الجمعة الماضية من على كوبرى قصر النيل نحو ميدان التحرير ، تجمع الشباب القادم من المهندسين وأنا احدهم ، والدقى ، وفيصل ، والجيزة ، والهرم ..كلهم جاءوا على أقدامهم لينطلقوا من قصر النيل فى تجاه ميدان التحرير ..الجميع اتفق على شعار واحد "الشعب عاوز يسقط النظام" .
شباب يستقبل القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطى و الحى بلا مبالاة ..غير منشغل سوى بالانطلاق نحو ميدان التحرير مرددين شعاراتهم التى تطالب برحيل النظام . .يواجه معركته مع قوات الأمن المركزى بلا مبالاة بما قد يصيبه جراء ما يستخدمه ضده الأمن من شتى وسائل العنف ..الجميع يحمس بعض على الثبات وعدم التراجع أمام القنابل المسيلة للدموع التى غطت سماء القاهرة ..كل شخص يغمى عليه ويسقط على الأرض يهرول إليه مجاوروه لإسعافه .. لكنه يطلب منهم أن يتركوا ومواصلة معركتهم نحو ميدان التحرير ..مشهد يجعلك لا تتملك من إمساك دموعك ..يجمع الشاب والطفل والعجوز والقعيد المعاق ..كل فئات الشعب .
الجميع يهرول نحو الهدف الذي اجتمعوا عليه ..والشرطة وبكل ما تملك من وسائل قمع تتراجع أمامهم وتنسحب من منطقة لأخرى .. حتى يصلوا الى ميدان التحرير وتنسحب الشرطة نهائيا ..يتجه بعضهم لحماية المتحف المصرى من محاولات نهب أثار المتحف..ويكونوا جماعات ترابط أمام بوابات المتحف وحول السور الخارجى ..ليكتشف الشباب الثائر أن محاولات سرقة أثار المتحف يقوم بها أفراد من الشرطة كنت شاهدا عليها ..بداية من أمين الشرطة الذى امسك بها الشباب المرابط أمام بوابة المتحف أثناء خروجه من المتحف ، ليخبرهم انه أمين شرطة سابق محاولا الفرار منهم بعد إمساكه لكنهم يجرون خلفه لاستعادته ..لم يفلت منهم سوى بعد انضمام إليه بعض زملاؤه الذين استخدموا طفايات الحريق لرش الشباب بها لتحجب رؤيتهم .
ليظل الشباب مرابط أمام المتحف محاولا حمايته حتى وصول الجيش ..حمايته بالوقوف أمامه دون الدخول إليه ..وبوصول الجيش للمتحف ..يجد الجيش أن الذى يقوم بالسرقة ضباط وأمناء شرطة ..يقوم بجعلهم يخلعون ثيابهم لتقديرهم أمام الشباب الثائر وملقيا القبض عليهم ..وفى المقابل يترك الشباب المقر الرئيسى للحزب الوطنى يحترق دون أن يحاول أحد أن يتدخل ..يظل شاهدا كأنه يريد أن يقول هكذا تكون نهاية الطغاة .