◄ شباب المتظاهرين يسيرون الحياة اليومية بعد انسحاب قوات الشرطة لإحراج الجيش
"ربنا يحميك يا أبنى أروحنا فى أيديكم دلوقتى و أحنا كدا مطمأنين " مشهد حقيقى لن تراه ألا خلال مظاهرات الغضب ، انه لسيدة يتجاوز عمرها العقد الخامس انحنت لتقبل يد جندي بالقرب من دبابته بميدان التحرير، قائلة له و الدموع تنهار من عيناها " أحنا معاكم يا أبنى" هذه السيدة البسيطة تعبر عن أمي و أمك عن أختي و أختك عن وجه مصرية أرى ملامحها المعتادة فى معظم جيراني و أقاربي أنها مصر يا سادة .
مشهد متكرر فى أحداث الغضب تراه مرارا مختلطا بفرحة رؤية الجيش فهذا شاب يريد إن يلتقط صورة مع جندى أمام دبابته و هذا شيخ يسلم على الجنود و هذا شاب يعطيهم علب مأكولات و زجاجات مياه ألا أن المشهد فى وسط البلد لازال يسيطر عليه المطالبة برحيل الرئيس مبارك حتى شعار واحد " الشعب يريد إسقاط النظام ..الشعب يريد رحيل الرئيس " بداية من التحرير مرورا بميدان عبد المنعم رياض وصولا إلى منطقة ماسبيرو.
عنياى لا ترى ألا شباب متحمس يردد شعارات تندد بالنظام الحاكم رافضه أنصاف الحلول مؤكدة إن خطاب الرئيس مجرد مسكن سرعان ما زال بمجرد انتهائه ... وسط المتظاهرين أريت أستاذي و معلمي بالصدفة انه المناضل اليساري الشهير كمال خليل محيطا بالشباب المتظاهرين هاتفا فيهم بضرورة مواصلة الطريق الذى بدأ دون أدنى تنظيم ليصل فى وسطه إلى سيفمونية فى ارقي أنواع التنظيم الملتف حول الشباب.
فتيات و شباب فى مقتبل العمر لا يختلفون عن أخواتي و أصدقاء و أقاربى وجههم غير مالوفة فى التظاهرات السياسية التى داوت على تغطيتها الصحفية متمسكين بالتظاهر و المطالب معا و لسان حالهم يردد" الشعب يريد أسقاط النظام الشعب يريد رحيل الرئيس " المشهد الافت وسط ميدان التحرير أن الشباب مقسمون مجموعة تقدم مواد الإعاشة و البعض يساعد المصابين و كبار السن و البعض الأخر ينظم الشوارع بعد غياب عناصر الشرطة و المرور .
مجموعة من الشباب ايضا قاموا برفع جميع مخلفات ايام التظاهر من الشوارع مؤكدين ان السلب و النهب و اعمال التخريب التى تمت فى وسط البلد هم بعدين كل البعد عنها نافين كامل مسئوليتهم عنها حيث اكد شهود عيان لليوم السابع فى جولة وسط التظاهر ان عناصر الامن و الشرطة هى التى قامت بأعمال التخريب ليعلن النظام بذلك ان بديله هو البلطجية و العصابات المنظمة ألا ان وعى الشباب و الفتيات المتظاهرين نظم من انفسهم مجموعات عمل و اعاشه و تنظيم للشارع المصرى مهمتها حماية الشارع وظيفتها التصدى للاعمال الشغب .
النهب و السلب امتد إلى المستشفيات فقد استغاثت من الأدوية و نقص الدم و المستلزمات الطبية و حتى الطواقم الطبية من الممرضات و الأطباء و لذلك ارتفعت أرقام وزارة الصحة الخاصة بالمتوفين و المصابين و التى جاءت غير واضحة هي الأخرى مثلها مثل موقف الدكتور " حاتم الجبلي" الذى حاز على لقب وزير الصحة السابق عقب مظاهرات الغضب فقد ذهب صباح اليوم ليلمم أشيائه من الوزارة حتى دون الإعلان عن أرقام واضحة .
فقد أعلن الدكتور" سمير النمكى " مدير مكتب وزير الصحة أن أجمالي عدد المتوفين وصل الى40 حالة وفاة منهم 27 فى محافظة القاهرة موزعين بين مستشفيات الدمرداش و الساحل و الحسين الجامعي بالإضافة إلى حالتين وفاة فى محافظة السادس من أكتوبر و 3 فى الإسكندرية و الدقهلية و السويس و البحيرة .
فى حين وصل عدد المصابين للاكثر من 1100 مصاب على مستوى الجمهورية منهم 356 لازالوا يتلقون العلاج فى مستشفيات التى أعلنت إفلاسها من الدم مطالبة بضرورة التبرع الحى بيه فورا .
الصورة انتقلت الى حدائق ميدان التحرير التى تحولت الى عيادات للاسعاف المتظاهرين اللذين التفلت حولهم سيارات الاسعاف لتقديم الخدمات الصحية و الطبية السريعة للمصابين من المتظاهرين و الذين تتطوع البعض منهم لمساعدة رجال الاسعاف فى تضميد جراح المصابين.
المستشفيات تستغيث بعد نقص مخزون الدم..
سيدة تقبل يد جندي و تقول له " أروحنا بين أيديكم"
الأحد، 30 يناير 2011 08:14 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة