توقعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن يكون التصويت المرتقب فى السودان على انفصال الجنوب سلمياً. وفى تحليل كتبه جيفرى جلتمان، تحدث فى البداية عن وصف وزيرة الخارجية الأمريكية للوضع هناك بأنه قنبلة زمنية موقوتة، ويقول إن فريقاً من الباحثين البريطانيين يشعرون بقلق بالغ من احتمالات حدوث صراع، ونشروا دراسة عن الثمن المحتمل له وقدروه بحوالى 100 مليار دولار. حتى نجم هوليود جورج كلونى، يركز على هذا الوضع وانضم إلى محرك البحث العملاق جوجل لمراقبة أى معارك محتملة بصور الأقمار الصناعية.
لكن ما هى الفرص الحقيقية لأن يؤدى إجراء الاستفتاء فى التاسع من يناير، والذى يأتى تتويجاً لاتفاقية السلام أنهت عقوداً من الحرب الأهلية، إلى حرب أهلية أخرى.
فصحيح أن السودان دولة شاسعة وفقيرة ولها سجل طويل فى الصراعات، ومن السهل الحصول عليها، والميلشيات المسلحة موجودة فى كل ركن فى هذا البلد، ورغم أن الاستفتاء سيكون معقداً لأن الجنوب سيصوت على الأرجح على الانفصال وتقسيم أكبر دولة فى أفريقيا إلى دولتين، لكن مع اقتراب عقارب الساعة من الموعد المحدد، ورغم المؤشرات السابقة على احتمال حدوث تأجيل، إلا أن الأمور تبدو الآن أكثر سلاسة.
ففى الأسبوع الماضى تعهد الرئيس السودانى عمر البشير بمساعدة "أشقائه الجنوبيين"، وقال إنه سيكون أول من يعترف بالجنوب، مضيفاً "الكرة الآن فى ملعبكم".
كما أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية واثق أيضا من أن التصويت سيكون سلمياً، وقال: "لا أشعر بأى ميل للأعمال العدائية بين الطرفين"، وهكذا لا يبدو أن الطرفين، شمال السودان بحكومته الإسلامية والجنوب يريدان الانزلاق إلى حرب مرة أخرى، أو حتى البدء فيها.
وعلى الرغم من أن حكومة الشمال الإسلامية يتم تصويرها على أنها وحشية فى كثير من الدول الغربية، إلا أن هذه "العصابة" بدءاً بالرئيس عمر البشير أظهرت مرونة مثيرة للدهشة.
"نيويورك تايمز" تتوقع إجراء استفتاء سلمى فى جنوب السودان
الإثنين، 03 يناير 2011 01:26 م