صدر حديثاً عن دار مدبولى للنشر، كتاب بعنوان "نشوز المرأة اليهودية" للكاتبة هدير الصافورى. الكتاب الذى يقع فى 205 صفحات، وهو عبارة عن دراسة أكاديمية أعدتها الباحثة لنيل درجة الماجستير فى قسم اللغة العبرية كلية الأداب جامعة عين شمس، وتناقش عدة موضوعات يربط بينها فكرة واحدة، وهى نشوز المرأة العجِلة مدقوقة العنق، اختيار الملك، نشوز المحاربين، وهى جميعها تشريعات سنها المشرع اليهودى فى تراثه الشفهى "المشنا"، والذى يُنسب إلى موسى عليه السلام، رغم تدوينه بعد وفاته واستند فى ذلك على نصوص وردت فى العهد القديم "الكتاب المقدس"، ليصف بذلك حالة التردى الاجتماعى والدينى والسياسى فى فترة تمتد ما بين القرن الثانى قبل الميلاد وحتى القرن الثانى الميلادى تقريبا، وهى الفترة التى شهدت أسباب انهيار الديانة اليهودية من الداخل على يد معتنقيها، وكذلك الحاجة إلى ظهور ديانة جديدة تصلح بعض ما أفسده البشر من مغالاة فى تنفيذ التشريعات وقسوة وغلظة فى تنفيذ الأحكام وظلم لا يُرد.
ويتضح هذا كله فى تلك التشريعات ذات الطابع الاجتماعى متمثلة فى نشوز المرأة، والتى تعد نموذجاً صارخاً على الظلم والشدة وانتهاك حقوق الإنسان معنوياً وجسدياً، لأسباب دينية محضة ادعاءً لطهارة مفقودة، والغريب أن يتم الظلم والانتهاك على يد الكاهن ممثل إرادة الرب على الأرض، كما يعتقد اليهود، وأيضا الزوج الذى منحته "المشنا" حقوقاً على زوجته تفوق حقوق الأب على ابنته.
وتشير الباحثة إلى أن أهمية الدراسة تكمن فى أنها تتناول نصاً يُعنى بالفترة التى تقع بين أُفول الديانة اليهودية وبزوغ الديانة المسيحية، وانهيار الرمز الدينى للديانة اليهودية وهو الهيكل، وأن هذه الدراسة تهدف إلى سد ثغرة فى المكتبة العربية، نظراً إلى ندرة الدراسات العربية لهذا النص رغم أهميته، كما تهدف إلى إلقاء الضوء على الفكر التشريعى اليهودى فى فترة تتسم بخصوصية شديدة، فهى فترة انتقالية بين ديانتين سماويتين. ويتناول الكتاب أربعة أبواب، هى: نشوز المرأة، القصاص لدى اليهود، شريعة الحرب لدى اليهود، وملحق ترجمة باب المرأة الجانحة.