حمل سكرتير عام حزب الوفد منير فخرى عبد النور، السلطات الأمنية المصرية مسئولية اعتداء الإسكندرية الذى خلف أكثر من مائة قتيل وجريح فى الدقائق الأولى من العام الجديد، قائلا "قد يكون الاعتداء فعلا تم التدبير له فى الخارج.. لكنه نفذ على أرض مصر"، مضيفا "لو كانت الجبهة الوطنية قوية لما اخترقت".
وأشار عبد النور خلال حلقة الأمس من برنامج 90 دقيقة، إلى أن هناك استهتارا وتهربا من الواقع، مدفوعا بتغيب الخطاب السياسى الذى يعبر عن الواقع، مضيفا "للأسف تتعامل الحكومة والإعلام والأحزاب أيضا مع ملف الاحتقان الطائفى بشكل موسمى يظهر عندما تقع كارثة ويختفى بحدث آخر".
وأضاف عبد النور أنه زار "موقع الاعتداء والجرحى فى مستشفيات الإسكندرية وسمعت كلام مؤلم للغاية يعبر عن حالة غضب شديدة"، فيما اعتبرت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى أن المصريين جميعهم مسئولون عن تفجير الكنيسة "بالتعليم والخطاب الدينى الذى يفرخ إرهابيين"، مشيرة إلى أنه حتى الشرطى الذى يقف فى المظاهرات نبت لبيئة متعصبة يتبادل فيها المسلم والمسيحى لغة "التكفير".
وأشارت إلى تصريحات الباحث الأمريكى اليهودى هنرى كسينجر، التى قال فيها "إن أفضل طريقة لضمان بقاء إسرائيل هو تفتيت منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات عرقية وطائفية، لافتة إلى أن إسرائيل وأمريكا تحلمان بأن تصبح الدول العربية 62 دولة، وأن تقسم مصر بين المسيحيين والمسلمين، والعراق بين الأكراد والشيعة والسنة، أما لبنان فهى مقسمة بالفعل.
وأكد الكاتب الصحفى سعد هجرس أن العملية انتحارية بالفعل لشخص وصل به الشحن الطائفى إلى الموت ليقتل المسيحيين، نتيجة لتراكمات "ثقافة الكراهية" التى نعيشها منذ 1972، لافتا إلى أن هناك 160 قضية طائفية لم يصدر فيه حتى الآن حكما رادعا بما فيها قضية "الكشح".
وحمل هجرس الحزب الوطنى الديمقراطى مسئولية تفاقم الأوضاع ووصولها إلى الاحتقان لعدم عمله على خروج توصيات تقرير لجنة "جمال العطيفى" الذى صدر فى أعقاب أحداث الخانكة فى 1972، حتى الآن، فضلا عن مواد الدستور "المهلهة" والمتناقضة، فالمادة الأولى تتخذ من الشريعة الإسلامية مصدرا وحيدا للتشريع، فيما تكفل المادة الخامسة للمصريين جميعا "المواطنة"، إلا أن آليات تفعيل ذلك المبدأ يتعذر تطبيقه فى ظل تحول المدارس والجامعات المصرية إلى أماكن "فرز طائفى".
من جانبه، اعتبر وكيل مؤسسى حزب الكرامة أمين إسكندر أن مصر أصبحت "وطن بلا حلم يتآكل" لعدم وجود رؤية مستقبلية واحدة، فالاستراتيجيات كلها تدور فى فلك واحد حول "الرئيس المقبل وتأمينه"، مؤكدا أن اعتداء الإسكندرية "جريمة إرهابية ضد مصر"، منوها بتصريحات عاموس يادين رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية وآفى ريختر حول إنفاق إسرائيل لتصعيد التوتر الطائفى فى مصر، قائلين "إن مصر باتت ملعبا مفتوحا بالنسبة لإسرائيل منذ 1979".
وأشار عبد النور إلى أنه لم يصدر حكما رادعا واحدا فى قضايا التطرف على الرغم من إعلان حالة الطوارئ منذ 30 عاما، لافتا إلى أن قانون الطوارئ يطبق لأغراض أخرى غير التطرف والإرهاب تخدم مصالح النظام، متسائلا " بماذا نفعنا قانون الطوارئ فى أحداث نجع حمادى والإسكندرية؟".
وطالب هجرس بأن تصبح مصر "دولة مدنية فعلا" لتصير الدولة فوق الجامع والكنيسة، مطالبا كذلك بتطبيق سيادة القانون على المسلم والقبطى على حد سواء، وإقرار قانون بناء دور العبادة وإلغاء خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى، إلا أنه تساءل "كيف يخشى المواطنون القانون وهم يرون الحكومة المنوط بها تنفيذه تلتف حول أحكامه؟".
وشدد هجرس على ضرورة تنشأة الطفل على قبول الآخر فى البيت والمدرسة والإعلام، لافتا إلى أن نظام التعليم فى مصر نظام "متخلف جدا" يقوم على التلقين وإفراز عقليات متبعة ومنقادة، داعيا المسلمين لحضور صلاة القداس الخميس المقبل لحماية "المسيحيين".
من جانبه، حذر الإعلامى معتز الدمرداش من أن شباب مصر العاطل أصبح فريسة سهلة للتجنيد لجهات خارجية سواء كانت جمعات متطرفة أو أجهزة مخابرات كالموساد.
سكرتير عام حزب الوفد منير فخرى عبد النور
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة