أنا بعت الدموع والعمر طرحت جناينى فى الربيع الصبر..وقولت أنا عاشق سقونى كتير المر.. ورا الشبابيك .. دى عنيك شبابيك والدنيا كلها شبابيك ..وسألت دا مين؟!.. دا محمد منير لسه طالع جديد بس روعه .. اشتريت الكاسيت .. سمعت .. كررت السمع والاستماع والاستمتاع .. صوت شجى به من الشجن الكثير .. الإحساس بالكلمة صعب أن يوصف فالكلمة قد تملكت حواسه وليس صوته فقط فتملكنى تماما ..ملابسه بسيطة .. أحاديثه صريحة واضحة غير تقليدية .. من النوبة حيث الشموخ والكبرياء والشجن والطبيعة وعدم الانكسار ومجد التاريخ .. لم يتغير فى قاهره المعز حتى بعد أن لقبوه بالملك .. فالبساطة هى البساطة فلا بودى جارد يتراص خلفه أو أمامه للفت الانتباه وادعاء المكانة والقوة .. لا أبواق إعلامية قابضة كى تهلل وتجمل فتذيع وتنشر .. ترك كل هذه الصغائر التى حرص عليها المطربون وتفرغ فقط لفنه وجمهوره ..إنه مختلف تماما .. فأحبه الخواص والعوام .. انظروا إلى حفلاته وجماهيريته وشعبيته ووقوف الجمهور على الأقدام فى ليالى الشتاء حيث البرد القارص وحفلته آخر كل عام بالأوبرا والجمهور يستمع ويردد أغانيه الشجية مستمعا بحب غير مكترث بالبرد ..اسمعه فى حدوتة مصرية وكأنه عاشق متبتل فى عشق بلده وقد اختزل ما فيها فى بضع كلمات آتية من شغاف القلب: .. ما نرضاش قلبى جواه يغنى وأجراس تدق لصرخة ميلاد..تموت حته منى لجراس بتعلن نهاية بشر من العباد .. دى الحكمة قتلتنى وحيتنى وخلتنى أغوص فى قلب السر.. قلب الكون.. قبل الطوفان ما ييجى خلتنى أخاف عليك يا مصر وأحكيلك على المكنون .. وعلى مسرح السلام فى أوائل التسعينيات رأيته لأول مرة فى مسرحية الملك هو الملك فكنت مشاهدا مشجعا مجنونا كلما أنهى أغنية من أغنياته الرائعة صرخت طالبا الإعادة وكيف أجلس هادئا وهو يقول: فى الفرح ناسينة يا السلطان.. وفى همة داعينا يا السلطان .. يسرق ضحكتنا ويبوح غناوينا.. غناوينا عذاب م الباب للباب ..وعذابنا حنان مش للسلطان .. سلطان الشوم سرق الفيوم ..وخدوه محتار من الدار للنار .. وبشعر صلاح جاهين غنى للبنت وهى ذاهبة إلى مدرستها ( المريلة الكحلى) راحوا الصبايا والصبايا جم.. أجمل ما فيهم مين غير بنتى وأجمل ما فيكى يا بنتى أن إنتى .. فى عينيكى ننى فى حنان الأم .. وفى دعوه للحب غنى: _.. حب لآخر حتة فى قلبك دوب دوب.. متخبيش شوقك ولا حبك دوب دوب .. سيب إحساسك يخدك ليا واهجر ناسك واسكن فيا بكره ده لسه حكاية بعيدة لسه فى علم الغيب حب كأنك حلم معدى عيش عيش متخليش ولا ثانية تعدى وعيش عيش ..و ..محمد منير هو الآن فى دور النقاهة بألمانيا بعد عملية جراحية دقيقة فى فقرات العنق فله منى باقة ورد .. رده الله لنا سالما قدر ما أمتعنا بفنه الجميل وإنسانيته الرائعة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة