حمدى رسلان يكتب: الشيطان يخطط فى الظلام

عمل إجرامى لا يقبله أى مسلم أو مسيحى يعلم بأمور دينه، هدفه الرئيسى هو زرع الفتنة وروح الفرقة والكراهية بين طوائف المصريين. بعيداً عن المجاملات، والعبارات المتكررة التى تقال فى مثل هذه المناسات، فإن الشعب المصرى جميعه يجب أن يقف بجانب بعض فى هذه المحنة وهذا البلاء، فالمناظر التى نشاهدها على الشاشات والجثث والأشلاء المتناثرة، تدل على نذالة من خطط، وجبن من نفذ، والهدف الدنىء من وراء هذا العمل.

وما يحزننى أن هذه العملية حدثت فى الإسكندرية مدينتى، وكأن هذه المدينة مكتوب عليها مثل هذه الحوادث المتكررة على فترات، من قبل كنيسة محرم بك والمسرحية إياها سبب الأزمة.. ثم شاب مسلم مضطرب عقلياً يهاجم المصلين فى أكثر من كنيسة ويقتل ويجرح بعض الإخوة المسيحين، واليوم هذا الحادث المروع وكأن الكراهية منتشرة بين المسلمين والمسيحيين فى هذه المدينة، وهذا عكس الواقع تماماً.

فنحن يعيش بجانبنا مسيحيون، ونعمل بجوارهم، وعلاقتنا بهم أكثر من ممتازة، وأقسم بالله أن أول مكالمة تأتينى فى الأعياد ورمضان من صديق مسيحى لى يسمى (عادل)، وكذلك أبادله نفس الشىء فى أعيادهم. وأرى بعينى الآخرين على نفس المعاملة، وإن وجد احتقان أو احتكاك يكون أساسه إما الجيرة أو المعاملات المالية أو ما شابه، مثل ما يحدث بين المسلم والمسلم ، والمسيحى والمسيحى.

وما أردت أن أقوله وأتحدث عنه الآن.. يجب أن ننسى ما حدث فى الأيام الماضية من مشاكل فرعية ومصطنعة، وأن نتوحد جميعاً ضد هذا الخطر، هذه العمليات الدنيئة التى قضينا عليها من أيام التسعينات، حتى لا تعود من جديد، فهى فى المرات القادمة إن وجدت لن تفرق بين مسلم ومسيحى، أو طفل وعجوز، أو رجل وامرأة، بل ستستهدفنا جميعاً.

وعلى الإخوة المسييحين التحلى بالصبر والحكمة ولا يستثاروا، لنفوت الفرصة على من دّبر هذه العملية فى أن يصل إلى مبتغاه، وعلى المسلمين الوقوف بجانب إخوانهم، ورفع معنوياتهم، وتقديم يد المساعدة لشركائهم فى هذا الوطن، حتى نصل جميعاً إلى بر الأمان.