وفاة "أحمد رائف" قبل إنتاج فيلم" البنا"

شيع عدد من قيادات جماعة الإخوان من بينهم المرشد السابق مهدى عاكف، وبعض القيادات السياسية جثمان "أحمد رائف" المعتقل السياسى السابق والمفكر الإسلامى، صاحب أكبر موسوعة لأدب السجون والخاصة بمعتقلات الحقبة الناصرية.

وشارك فى تشييع الجنازة من مسجد رابعة العدوية أعضاء من المكتب الإدارى للإخوان بشرق القاهرة ممثلين للمرشد العام للجماعة، وعدد من مسئولى الجماعة وأصدقاء الراحل، واكتفت الأسرة بتلقى العزاء على المقابر فقط بمدينة نصر.

ونفى مهدى عاكف، المرشد العام السابق، أن يكون حضوره للجنازة ممثلا عن الجماعة، مؤكدا أنه حضر بشكل شخصى لعلاقة الصداقة التى تربطه مع رائف منذ أكثر من 40 عاماً.

وأكد د.عصام العريان، المتحدث الإعلامى للإخوان، أن الجماعة تنعى الفقيد وتقدم تعازيها لأسرته باعتباره واحدًا من أهم أدباء وكتاب محنة سجون الستينيات وما بعدها، مشيرا إلى أنه رغم اختلاف رائف مع الإخوان فى كثير من السياسات وانتقاداته للجماعة، إلا أنهم يدعون الله أن يتغمده برحمته، قائلا" فقدناه فى مرحلة عصيبة وكان البلد فى حاجة لمثل كتاباته وخبرته فى توثيق هذه الأحداث من خلال الأدب والكتابة".
يشار إلى أن رائف ألف كتابى" البوابة السوداء، وسراديب الشيطان" حيث يعد تقريبا أول كاتب إسلامى يكتب عن تجربة المعتقلين خاصة من الإخوان فى سجون جمال عبد الناصر، وكان قد تم اعتقاله فى الفترة من 1965 حتى 1972 والتى دون خلالها هذه الأحداث.

وأعدها للنشر فى البداية فى عام 1974، للنشر فى جريدة اللواء الأردنية بناء على طلب حسن التل رئيس تحريرها أثناء تواجد رائف فى الأردن.. وكتب رائف عشرات الكتب الإسلامية عن الثورات الإسلامية وعن العلاقة بين الشيعة والسنة، وكذلك عن زوجات النبى، والصحابة، من خلال دار نشر "الزهراء" الخاصة به.

كما أسس شركة إنتاج تليفزيونى وسينمائى وأنتج عدة مسلسلات، وكان يستعد لإنتاج فيلم خاص عن حسن البنا – مؤسس جماعة الإخوان والذى انتهى رائف من كتابته تقريبًا حسب آخر لقاء له مع "اليوم السابع" قبل أيام من مرضه الأخيرة.

وكان رائف عضوًا بجمعية الإخوان المسلمين فى الخمسينيات، والتى كانت وقتها نادياً اجتماعياً ولم يكن ينتمى تنظيميا للإخوان، لذلك كان يدخن السجائر ولما تم حل الجمعية تم القبض على جميع أعضائها وهو منهم، وكان معتقلا معه غالبية قيادات الجماعة ومن بينهم مهدى عاكف المرشد العام السابق.

يشار إلى أن رائف كان على خلاف كبير مع قيادات الجماعة والتنظيم فى كثير من الآراء خاصة فيما يتصل بمواقف الجماعة من النظام، وكان هو من كشف قبل عامين محاولات عقد صفقة بين النظام والإخوان، وهو الأمر الذى اعترف به المرشد السابق قبل فترة وجيزة.