بكل إنسان معجزة لا يتخيلها من عظم قدرها.. ومن ملامح معجزة هذا الإنسان قدرته على التعلم والارتقاء.. فمثلاً.. إذا ما استعملنا آلة سيئة الصنعة.. رخيصة الثمن.. ستكون مهما حاولنا سيئة النتيجة.. قصيرة العمر.. لا تتساوى أبداً مع آلة متقنة الصنع.. متقنة النتيجة.. غالية الثمن.. حين تستخدم هذه وتلك.. لا يمكن أن تتحول سيئة الصنعة إلى متقنة.. أو العكس.. إذا ما أردت أن تستخدم الأفضل.. فما من سبيل إلا استبدال الأخرى بتلك.
أما فى الإنسان.. أى إنسان.. فقد خلقه الله فى أحسن تقويم.. أحسن خلقه.. وأتقن الله كل شىء صنعاً..
فحين تذهب فى يأسك فى وصف حال إنسان ضعيف.. وتصفه بأنه لا قوة ولا حيلة له.. تجد نفسك مذهولاً من التحول الذى يطرأ عليه فجأة فى موقف من المواقف.. وكيف أن هذا الإنسان الضعيف قادر على ما لا تتحمله الجبال..
هل تبدل الإنسان؟.. لا.. هل تغيرت قدراته فجأة.. لا.. إن الأصل فى الإنسان الصلاح.. إن الأصل فى الإنسان القوة.. الاستقامة.. تلك هى المعجزة.. معجزة أن يكتشف الإنسان كنز نفسه.. أن يتحول من حائر إلى موقن.. من عابث بقدراته.. إلى باعث لقدراته.. لا تسأل كيف ومتى.. فقط آمن بأصل قيمتك واعمل على تنميتها.. ولا تتسرع فى يأسك.. فلن تظهر قوتك إلا إذا اشتد بأسك..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة