جاء قرار مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بتجميد الحوار مع الفاتيكان، تتويجا لموقف الأزهر الرافض تدخل بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر فى شؤون مصر، حين أعلن ضرورة حماية مسيحيى الشرق، وذلك عقب عملية التفجير الإرهابية أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية مطلع الشهر الجارى، وعلمت «اليوم السابع» أن قرار تجميد الحوار تولّد فى ذهن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على الرغم من أن فضيلته ممن يشجعون الحوار مع الفاتيكان، ولكن على أسس موضوعية، تعود بالفائدة على المسلمين وعلى الأزهر، أما أن يكون الحوار وسيلة للتدخل فى شؤون الغير، فهذا هو ما يرفضه، وبالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على تصريحات بابا الفاتيكان، فإن الدوائر المعنية بمصر ومن ضمنها الأزهر، كانت تنتظر تقديم الفاتيكان اعتذارا، خاصة بعد قرار قمة شرم الشيخ العربية الاقتصادية برفض محاولات بعض الدول والأطراف الخارجية التدخل فى شؤون الدول العربية، وأن الإرهاب لم يستثن أى منطقة فى العالم، لكن ثبات الفاتيكان على موقفه، وعدم تقديم الاعتذار، دفع مجمع البحوث إلى اتخاذ موقف تجميد الحوار الذى رحّب به شيوخ الأزهر، وجاء القرار بعد عرض شيخ الأزهر الذى ترأس الاجتماع لما حدث من تطورات حول الموضوع.
وبالرغم من حماس علماء الأزهر بقرار تجميد الحوار مع الفاتيكان فإن هناك من يطالب بعودته مرة ثانية بأسلوب جديد وحوار جديد وبطريقة صحيحة، وعبّر عن هذا النائب البرلمانى محمد أبوالعينين الذى كشف فى جلسة مجلس الشعب الأحد الماضى عن أن وزير خارجية الفاتيكان أبلغه أنهم لايتدخلون أبداً فى الشؤون المصرية، وأن تصريحات بابا الفاتيكان كانت فقط بغرض توفير حماية أمنية أكبر للأقباط فى مصر.
موقف الأزهر جاء وفقاً لسياق سياسى عام يرفض تدخل الفاتيكان، وهذا ماعبرت عنه الخارجية المصرية على لسان مصدر دبلوماسى رفيع أكد لـ«اليوم السابع» على القطيعة. وأكد المصدر أن السفيرة المصرية لمياء مخيمر لن تعود للفاتيكان إلا بعد أن يعترف المسؤولون هناك بخطأ تدخلهم فى الشأن الداخلى لمصر.