لأول مرة منذ سنوات طويلة، يخرج آلاف من المصريين فى مظاهرات، ودوافعهم واحدة وأهدافهم أيضاً، بالأمس القريب كانت الاعتصامات والاحتجاجات منتشرة فى ربوع مصر ولكنها كانت لأسباب شخصية تخص المجموعة صاحبة الاعتصام أو الجماعات المحتجة، لعدم حصولهم مثلاً على حقوقهم الوظيفية أو المالية أو ما شابه.
ولكن أن يخرج الناس وكل أهدافهم ومطالبهم مطالب قومية هذا هو الجديد، فقد كانت المطالب تنحى الرئيس ، رفض التوريث، إقالة الحكومة، حل البرلمان، القضاء على الفساد ومحاكمة المفسدين، كلها مطالب تخص مصر بلدنا لا تخص أشخاصاً بعينهم ، مطالب نادينا بها كثيراً دون إستجابة من أحد ،ولكن كما توقعت من قبل وحذرت المسئولين ،أن هذا السكون الشعبى الرهيب لما يحدث له ، من ظلم وتزوير لإرادته وإستخفاف بعقليته قد يؤدى إلى فيضان جارف من الإحتجاجات فى كل أرجاء مصر ،ضد من احتلوا البلد من الداخل ،ووضعونا داخل سجون الصمت لسنوات، فربما انتخابات مجلس الشعب والتزوير الفاضح العلنى الذى حدث فيها حرك النار من تحت الرماد ،ثم أتت الغيرة من رجال تونس وشبابها ومافعلوه مع طاغوتهم بن على، والتى امتدت آثار ثورتهم لتعبر جميع حدود الدول العربية وتصبح مثالاً يحتذى بهِ، فقد هزت هذه الثورة عروش الملوك والرؤساء ،وكسرت أنوفهم التى كانت فى السماء ،وفتحت أذنهم للاستماع بعد أن كانت صماء، وقللت من التعالى والغرور والعجرفة وعدم عمل حساب لرد فعل الناس.
لابد من التعقل ودراسة الأمور من العقلاء قبل فوات الآوان، أيها المسئولون لديكم فرصة أخرى لتدبر الأمور وقياسها بمقياس الواقع والحقيقة، وليس بمقياس التقارير المزورة التى تصلكم، أو الأخبار المضللة التى تنشر فى الجرائد القومية ، والتى تهوّن من شأن أحداث يوم الغضب ،قبل أن يتحول إلى أيام وشهور الغضب فى الشهور القادمة تحمل الإنتخابات الرئاسية التى لم يرضى الشعب فيها أن يحدث مثل ماحدث فى إنتخابات مجلس الشعب،لن يتحمل المصريون أى استفزاز آخر يحدث لهم.
عليكم أيها المسئولون إعادة الإمور إلى نصابها الصحيح قبل فوات الآوان، والتخلى عن مطامعكم التى عادت بالبلد إلى الوراء، وعليكم بعدم حماية المفسدين أو تشريع القوانين التى تعقد من حياة الناس وتزيد من معانتهم ،وعليكم الاستجابة لمطالبهم ، وعليكم ………………………
والاّ أقولكم ..
عليكم الرحيل
فهذا أفضل لنا ولكم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة