قال نصر القفاص، مدير تحرير جريدة الأهرام، إنه يرى المظاهرات التى تمت يوم أمس 25 يناير بأنها "يوم العقل" وليس "يوم الغضب"، لأن من يفكر بعقله يستطيع الوصول لبر الأمان، كما أن مصر من أوائل الدول فى المنطقة بأكملها التى قامت بثورة، والمصريون أكثر تنظيماً فى انتفاضاتهم وثوراتهم، كما أنهم حددوا يوماً معلوماً للتظاهر هو 25 يناير وحددوا المكان بـ"مصر"، ولم يحددوا سلم نقابة الصحيين أو دار القضاء العالى مثلاً، ومن يرى أن اختيار الشعب لهذا اليوم يعتبر حرباً من الشعب على الشرطة فهذا غير حقيقى، وهذا تحريض، بل هو تأكيد على احترام الشعب للشرطة، لأن المتظاهرين يستدعون الشرطة يوم إجازتهم لكى يقولوا ما يريدون فى حضورهم، وهذا احترام، ومطلوب من الشرطة حمايتهم، بغض النظر عن بعض الاحتكاكات.
وأضاف القفاص، خلال حلقة أمس، من برنامج "مانشيت" الذى يقدمه الإعلامى جابر القرموطى على قناة "أون تى فى"، أن مصر من الدول التى استمرت فيها الاحتجاجات على مدار الـ5 سنوات الماضية وتصاعدت خلال العامين الماضيين، وأيضاً هى الدولة الوحيدة التى حدث فيها تزوير للانتخابات بهذا الشكل، فى الوقت الذى لا ينبغى فيه حدوث ذلك، وعندما حدث هذا راهن الجميع أن الشعب "بلع الإهانة"، وأنا أراها "إهانة"، فعندما يفوز حزب الأغلبية فى انتخابات الشعب باكتساح، فهذا إهانة، وإهانة له ذاته، والشعب اختار هذا اليوم ليقول "لا" لكل ذلك، فلا تستطيع أن تنفرد بالساحة وحدك.
وأشار القفاص إلى أن الشرطة أول مرة تتعرض لمثل هذا الاختبار منذ عشرات السنوات، لأن آخر مظاهرات تمت بمثل هذا الشكل كانت سنة 1968 فى أعقاب النكسة، مضيفاً أن هذا المظاهرات ستستمر لو تم التعاطى معها بمنطق "تونس زين العابدين بن على"، بمعنى الدفاع عن الشرطة على حساب الشعب، بالقول إن الشعب يستفز الشرطة.
وعن موقف الإعلام من يوم الغضب الذى انقسم إلى عدة مواقف، أكد القفاص أنه لابد من التعامل مع الناس وليس من الأدوار العليا التى يجلسون فيها، فهناك من راهن على عدم خروج الناس للشارع فخرجوا فى يوم إجازة، وهناك من راهن على أن الشعب تقريباً فقد الإحساس بالوطن، فأكد أنه منتم بالفعل، وهناك من راهن على يأس الشعب بسبب بضع حالات الانتحار، الشعب مقدس ويجب أن يُحترم أياً كانت اتجاهاته، والأخذ بيده، وعندما يخرج بهذا الشكل المنظم لابد أن نصفق له، موضحاً أن الشباب الذى يتظاهر اليوم هو من تربية الحكومة، فمعظمهم بين 17 _35، وكيف يُلعب بعقولهم، وهو يتلقى من إعلام الحكومة؟
واعترض القفاص على القائلين أن أوروبا والولايات المتحدة تعلب بعقول الشباب، مؤكداً أن الشباب يعلم جيداً ما تصنعه الولايات المتحدة ضده فى فلسطين والسودان وتونس، مضيفاً أن الشعب المصرى أكثر وعياً من أن تحركه أى جهة، كما أن جماعة الإخوان أقل بكثير من أن تحرك كل هذه الآلاف، وأرجع تحرك الشعب لوجود البطالة، 7 ملايين عاطل، غير البطالة المقننة، غير أن الشعب فاقد الأمان فى الشارع، والحكومة لا تتحرك، غير الآلاف ممن يقتلون على الطرق، وطوابير الخبز وغير ذلك من أزمة المياه وعندما غضب الشعب الحكومة استجابت له.
وأضاف القفاص، أنه على الحكومة والحزب الوطنى أن يطلب من كل الذى يسخر من الشعب ويتهمه بأنه تحركه الولايات المتحدة الأمريكية، أو يحركه الإخوان المسلمون أن يقول لهم "كفوا واصمتوا"، لأن الشعب لا يتحرك لتلك الأسباب، بل يتحرك ليقول لا للبطالة، لا للعشوائية، لا لعدم تنظيم المرور، من أجل أن يحصل الموهوبون على مواقعهم، من أجل عدم تزوير الانتخابات، وأشار إلى أن الشعب يعرف جيداً قيمة تاريخه، يعرف كل من ضحى من أجل الوطن، ويجب ألا تتهمه الحكومة بالبلاهة، وهذا خطأ وعيب شديد، وأضاف أن الشرطة تهاجم الشعب من أجل القول للرئيس إنهم بجانبه، لكن الحقيقة هى أن الشعب هم من يقفون بجوار الشرطة.
وأكد أنه على مدار الـ30 عاماً الماضية لم يرَ أياً من رجال الحكومة يقوم بفتح ملفات الفساد، بالرغم من وجودها، فكان هناك نائب عام كان محافظاً دخل السجن فى قضية فساد، هناك وزير مالية دخل السجن، هناك رجال أعمال عبثوا نتيجة تقصير رجال الحكومة، مثل توظيف الأموال، ولا أحد يقول ذلك، لأنهم يخاطبون قارئاً واحدًا، يذهبون إلى الرئيس، وأنا موافق أن يخاطبوا الرئيس، لكن انقلوا له هموم الشعب، وانقلوا له الصورة صحيحة، والرئيس سوف يستجيب لذلك، وعلينا اليوم، يوم العقل والهدوء، أن نكرس للعقل، ونكرس لالتحام الشعب والشرطة.
وعن طريقة التعامل مع الأحداث الحالية، أكد أن هناك سيناريوهين، الأول التعامل مع هؤلاء الآلاف على أنهم قلة منحرفة، وبالتالى التجاهل التام، والثانى التعامل معهم على أنهم بشر خرجوا غاضبين، وبالتالى لابد من التعليق على ما حدث، سواء من الحكومة أو الحزب الوطنى، متسائلاً كيف للإخوان المسلمين، الذين حصلوا على صفر فى انتخابات البرلمان، أن يحركوا كل هذه الآلاف؟ وكيف أيضاً للأحزاب الضعيفة أن تحركهم؟ فالحزب الوطنى هو صاحب الاكتساح، فكيف له لم يستطع تهدئة الشارع؟ وهو يعلم موعد نزولهم منذ فترة؟ ولماذا لم يعقد ندوات ومؤتمرات لدعوة الناس ومناقشتهم وحل مشاكلهم؟ موضحاً أن معظم المشاكل لا تحل إلا بتدخل الرئيس.
نصر القفاص: الشعب أكثر وعياً من أن تحركه أى جهة.. و"الإخوان" أقل بكثير من تحريك كل هذه الآلاف.. و25 يناير "يوم العقل" وليس "يوم الغضب"
الأربعاء، 26 يناير 2011 11:03 ص
نصر القفاص مدير تحرير جريدة الأهرام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة