الانتحار هو التصرف المتعمد من قبل شخص ما لإنهاء حياته. ويرى آخرون أنه قتل النفس تخلصاً من الحياة، وقد اختلفت الآراء حول الانتحار هل يعكس شجاعة الشخص المنتحر أم جبنه وانعكاس لفشله، وعدم الحاجة لاستمرار حياته. أما عن أسبابه فحوالى 35% من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان. و65% يرجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسى والآلام والأمراض الجسمية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ، كالقيام بالعمليات الانتحارية.
وهذا كله يقصد به الحالات الناجحة من الانتحار وليست محاولات البعض للفت الأنظار وجذب انتباه الآخرين، والتى دائماً ما تكون مجرد محاولات انتحارية فاشلة لا تؤدى إلى الوفاة، ولكنها تحدث إصابات قد لا تتعدى نسبة الحروق فيها إلى 10 أو20 %. وعندما نعرف أن منظمة الصحة العالمية أعلنت فى تقريرها السنوى، أن هناك مليون شخص يلقون حتفهم سنوياً جراء الانتحار، أى بمعدل منتحر كل 40 ثانية أو 3000 قتيل كل يوم، وأوضحت المنظمة أن كل محاولة ناجحة للانتحار تسبقها 20 محاولة فاشلة. كما حذرت المنظمة من ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب والمراهقين بين سكان العالم، وأكدت على ضرورة العمل للحدّ من ظاهرة الانتحار التى تودى بحياة نحو مليون منتحر فى العالم سنوياً. فبعض الشعوب لديها رمزية خالصة للانتحار كما هو عند اليابانيين.
نرى من ذلك أن الانتحار ليس بالتجربة الجديدة على العالم حتى نسلط كل هذه الأضواء عليه ونعتبره أزمة أو ظاهرة مستحدثة تستحق الدراسة، وليس معنى هذا أيضا أن نغفلها ونغض الطرف عنها وكأنها شىء لم يكن. ومن أهم الملاحظات على جريمة الانتحار:
- الذين يحاولون الانتحار ثلاثة أضعاف المنتحرين فعلا.
- المنتحرون ثلاثة أضعاف القتلة.
- محاولات الانتحار عند الذكور أكثر من الإناث.
- الانتحار الفعلى أكثر بين الذكور.
- أكثر وسائل الانتحار استخداما عند الإناث الأدوية والحرق وعند الذكور الأسلحة النارية.
- تقل نسبة الانتحار بين المتزوجين ومن لهم أطفال.
- أعلى نسبة انتحار فى العالم توجد الصين والهند.
- خمس المنتحرين يتركون رسائل وعلامات تشير إلى انتحارهم.
- تقل نسب الانتحار فى الحروب والأزمات العامة.
ومن أشهر المنتحرين على مستوى العالم : أيمن السويدى زوج المطربة التونسية ذكرى، الكاتبة أروى صالح كاتبة وناشطة مصرية، إرنست همنجواى كاتب أمريكى وفائز بجائزة نوبل للآداب، إدوارد جون سميث قبطان السفينة "تيتانيك" التى غرقت فى المحيط عام 1912، أدولف هتلر عام 1945 بعد هزيمته فى الحرب العالمية الثانية، أميمة عبد الوهاب، أحد أشد المعجبات بالمغنى عبد الحليم حافظ، داليدا 1987 مغنية مصرية عاشت فى فرنسا، ديبندار بيكرام شاه ولى عهد مملكة نيبال أطلق النار على جميع أفراد أسرته ثم انتحر بالرصاص، الدكتورة درية شفيق مؤسسة أول حزب نسائى فى مصر.
ومن أشهر المطالبات بتحرير المرأة: دانى بسترس فنانة لبنانية، زنوبيا ملكة تدمر انتحرت بتناول السم بعد أسرها من قبل الرومان، الأمير طلال العبد الله الرشيد حاكم حائل (أبريل 1847- نوفمبر 1869)، الملكة كليوبترا انتحرت بواسطة وضعها للصل على ذراعها وهو نوع من أنواع الحيات الخطيرة، كريستينا أوناسيس هى ابنة الملياردير اليونانى أوناسيس صاحب الجزر والأساطيل البحرية والطائرات والمليارات، غازى كنعان وزير الداخلية والرئيس السابق لشعبة المخابرات السورية فى لبنان، دايل كارينجى الكاتب الأمريكى وصاحب أروع الكتب فى فن التعامل مع الناس، المشير عبد الحكيم عامر، مارلين مونرو نجمة السينما الأمريكية الأكثر شهرة عالمياً، المغنى الأمريكى ألفيس بريسلى الملقب بملك الروك أند رول، المغنى الأمريكى مايكل جاكسون الملقب بملك البوب.
وفى النهاية فالأديان السماوية جميعها انكرت هذه الجريمة واعتبرتها ذنباً وإثما كبيراً، فالانتحار محرم فى الإسلام لقوله تعالى فى كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" (النساء:29)، فالنفس ملك لله وليس لأحد أن يقتل نفسه ولو زعم أن ذلك فى سبيل الله.
وفى أغلب المذاهب المسيحية يعتبر الانتحار ذنباً استناداً إلى كتابات المفكرين المسيحيين المؤثرين من العصور الوسطى مثل القديس أوغسطينوس والقديس توما الأكوينى، ولم يعتبر الانتحار ذنباً تحت الرمز البيزنطى المسيحى لجستنيان الأول، حيث يحرم الإنجيل الانتحار.