الجوز الخيل والعربية أنغامهم كلها حنية .....سوق يا أسطى لحد الصبحية.....فيرد الحوذى :خدامك أنا والعربية.
كلمات جميلة تعبر عن زمن جميل، وحال الناس عندما كان يسود الهدوء والمزاج الرائق، وليس تعبيرا عن التعقيد والسخط وصخب الحياة الذى نشهده الآن.
كان الناس يستمتعون بحياتهم، ويعيشون اللحظة الحاضرة، ولا يفكرون فى الغد، وذلك لشعورهم بالأمان والاستقرار بعيدا عن الهموم والمشاكل، فلم يحملوا هم ارتفاع الأسعار الجنونية التى تتزايد باستمرار بصورة لا يستطيع المواطن مجاراتها والدروس الخصوصية، أو الوقوف فى طابور ليحصلوا على احتياجاتهم اليومية، أو الانتظار للحصول على بون أنبوبة غاز لا تكفيه أسبوعا أو فواتير الحكومة التى لاتنتهى، ويخشى (أن يشيلوا العدة) فيضطر إلى الدفع مكرها، فينتهى بهم المطاف إلى شراء لتر بنزين أو لتر جاز لينهوا به حياتهم، إذ كانت البساطة فى كل شيء.
بعد يوم شاق فى العمل ،كان الناس يتركون همومهم،ويخرجون إلى النزهة يستمتعون بجمال الطبيعة الخلابة،وكان كل شيء جميلا،ويتركونه أجمل ليستمتع به غيرهم بعيدا عن العبث والتشويه والتخريب فى صورة حضارية تعبر عن السعادة والرضا والقبول بالحياة الجميلة.
أما الآن ...............................................!!!!!!!!!!!!
فأين الوقت والمزاج اللذان يسمحان بأن يودع الناس كل همومهم وأحزانهم التى تلاحقهم ،وتجعلهم يكتوون بها،فيكرهون الحياة........................؟
يستيقظون من النوم يحملون هم توفير الاحتياجات اليومية،والمطالب التى لاتنتهي،فى الصباح وراء إلحاح الأولاد على فلوس الدروس الخصوصية،وإلا سيطردون من جنة المجموعة المدرسية (الاسم الحركى للدروس الخصوصية تحت رعاية وزارة التعليم )،والمطالبة بزيادة المصروف الذى لم يعد يكفى لشراء كارت محمول و طلب وجبة سريعة ،والزوجة التى تطالبه بدفع فاتورة التليفون التى انتهت مهلتها،وفاتورة الغاز،وفاتورة الكهرباء،ورسوم النظافة،وفوق كل ذلك مصروف البيت ،فيكظم الزوج غيظه ويدفع مضطرا.
وبعد وصلة الحساب والتفاوض مع الأسرة،يذهب إلى العمل متأخرا فيؤنبه رئيسه فى العمل على التأخير المستمر،ويهدده بالجزاء أو الخصم من المرحوم مرتبه،الذى يشيع إلى مثواه الأخير قبل الوصول إلى صاحب المقام الرفيع جيبه الذى ذاب من كثرة إدخال يده فيه،فيكظم غيظه مرة أخرى ويدخل مكتبه مكتئبا،ويفاجأ بطابور طويل عريض لا ينتهى من أصحاب الطلبات والمصالح التى يريدون قضاءها،فيكظم غيظه مرة ثالثة ،فيبسمل ويطلبق ويحوقل ،ويمارس عقده على خلق الله ،فيضطرون إلى تقديم فروض الطاعة والولاء وتجنب إثارة جناب السيادة ؛حتى تقضى مصالحهم فى هذه المصلحة،ويلحقون بأخرى قبل الساعة الثانية عشرة ،وقبل ذهاب الموظف إلى البنك للتوريد.
وتقترب ساعة الانصراف والطابور لاينتهى، ويطلب منهم المجيء فى الغد وسط استنكار واستهجان الجميع،ويتطاول أحدهم عليه ويشتبك معه،فيتدخل الأمن لفض الاشتباك،ويغلق الشباك وسط تمتمة ،وكلمات استهجان واستنكار غير مفهومة منه، وعليه أن يكظم غيظه مرة رابعة، فينصرف من العمل لاعنا الظروف واليوم الذى ولد فيه ورماه فى هذه المصلحة الحكومية.
يسرع إلى المحطة ينتظر الأتوبيس، ليفوز بمكان يضع إحدى قدميه فيه، فيصعد مسرعا حامدا ربه على المكان ويتمكن من الوصول، ويستطيع النوم ساعة قبل الذهاب إلى عمله الإضافي، فيتعطل الأتوبيس فى منتصف الطريق ،ويكظم غيظه مرة خامسة،ويفاجأ بصراخ أحدهم على ضياع محفظته ،ويحمد الله أنه ليس فى جيبه مايبكى عليه ؛لأن مرتبه بجناحين ،ويأبى أن يدخل محفظته وكتب عليها أن تظل فارغة تماما طوال الشهر.........!!!!!!!!!!!!!
ويظل يدور فى حلقة مفرغة لا يجد فيها الوقت الكافى الذى يهنأ به ويستمتع بحياته، ويزيح عن كاهله أعباء وهموم يوم ملبد بالغيوم والمشاحنات، فينعكس عليه وعلى أسرته ،فيحرمون من حقهم الطبيعى فى الاستمتاع بالحياة .
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة