عثمان محمود مكاوى يكتب: ويسألونك عن الأحزاب ؟!

الأربعاء، 26 يناير 2011 01:15 م
عثمان محمود مكاوى يكتب:  ويسألونك عن الأحزاب ؟! سامح عاشور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما أكون الوحيد فى مصر الذى يدعو الله بالعشى والإبكار بألا يتكرر وينتقل سيناريو المشهد التونسى إلى مصر.. ذلك لأن مصر بلد كبير فى مساحته وكثير فى سكانه ومشكلاته وأن فراغ منصب الرئاسة فى هذا الوقت سيضر أكثر مما يفيد، لأنه فى حالة الفراغ السياسى الذى سيبدو عليه المشهد المصرى لن تجد قوة سياسية أخرى تستطيع تملأ الفراغ الحادث وذلك لأن الأحزاب السياسية الموجودة الآن تعانى من الضعف والهشاشة مما جعل ويجعل دورها فى الحياة السياسية لا يزيد على ديكور أو دور السنيد للحزب الحاكم، فالأحزاب الموجودة الآن لم تنشأ نشأة طبيعية فالحزب كما نعرف هو مجموعة المبادئ والأفكار
والاتجاهات والبرامج التى يؤمن بها مجموعة من البشر والتى من أهدافه تحقيق هذه البرامج على أرض الواقع عن طريق تداول السلطة، وينشأ الحزب فى الدول الديمقراطية عن طريق الإخطار بدون أى تعقيدات أو عقبات تقف فى وجه من يكونوه، إذا قارنا الوضع فى مصر فلابد عند إنشاء حزب ما موافقة لجنة شئون الأحزاب وهى لجنة تابعة للحزب الوطنى الحاكم وبذلك تعتبر الخصم
والحكم فى آن واحد.. طبيعى أن ترفض هذه اللجنة أى حزب تستشعر جديته
وخطورته على الحزب الحاكم، أو أنها تصرح بإنشاء حزب يكون مواليا للحزب الوطنى بعد أن يتم احتواؤه من جانب النظام الحاكم وبذلك يضمنون أنه حزب على الورق فقط ولا يمتلك مخالب لانتزاع السلطة منهم، كما يستطيع النظام الحاكم إدخال عناصر أخرى لأى حزب يستشعر خطره لتعمل هذه العناصر على انشقاقه أو تفجيره من الداخل، لا ينكر أحد مدى ضعف أحزابنا السياسية المصرية فهناك العديد من المشاهد التى تدلل على ذلك الضعف والوهن الذى أصابها،وأن قادتها تقدم مصلحتها الشخصية على مصلحة الحزب والوطن مثل ما جرى منذ أيام فى الحزب الناصرى من شتائم بالألفاظ البذيئة ثم تطورت إلى اشتباكات بالأيدى بين أنصار الأستاذ أحمد حسن، رئيس الحزب وأنصار الأستاذ سامح عاشور مما أثار حفيظتنا وأشعرنا بالحزن والألم على ما أصاب حياتنا السياسية وذلك لأن الحزب يحمل اسم زعيم مصرى وعربى قد قام بالعديد من الإنجازات والتغييرات الجذرية اقتصاديا وسياسيا بمصر ومحيطها الإقليمى بل ووقوفه ضد الهجمة والهيمنة الاستعمارية التى جثمت على الكثير من مناطق العالم قرن ونصف قرن من الزمان، ما حدث فى الحزب الناصرى حدث منذ بضع سنوات خلت داخل حزب الوفد عندما تم إطلاق الأعيرة النارية من جانب أنصار كل من الدكتور نعمان جمعة والسيد محمود أباظة من أجل احتلال بناية الحزب واعتلاء رئاسته، حدث هذا فى حزب دائما ما يذكرنا بليبراليته وعراقته. وحدث أيضا مع الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد ومعاركه مع المستشار موسى مصطفى!. كل هذه الأمثلة تدلل على مدى هشاشة الأحزاب فى مصر وأنها أغفلت دورها الحقيقى سواء بنية أو استدرجت إلى ذلك مما أنهكها وأبعدها عن دورها الحقيقى الذى ينبغى أن يكون من حيث تحقيق أهدافها والسعى بالمجتمع إلى الأفضل مما جعلها فى نهاية المطاف أشبه بمعول هدم لا بناء. القارئ العزيز أعتقد أنك تفهمت وجهة نظرى وربما دعوت الله مثلى بألا يتكرر سيناريو المشهد التونسى فى مصر.. لأننا إن حدث ذلك سنكون اخترنا طريقا مفروشا بالشوك لا الياسمين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة