صدر حديثاً عن دار التلاقى للنشر مسرحية "السيد تمام"، للشاعر والمسرحى نجاح عبد النور، بدراسة نقدية مصاحبة قدمها الناقد الدكتور جمال الجزيرى.
يؤكد الجزيرى فى دراسته على أن نجاح عبد النور يرجع إلى أنه استخدم العديد من التقنيات لإثراء النص المونودرامى وإخراجه من دائرة الملل التى قد تصيب المشاهد، نظراً لتواجده طوال العمل المسرحى مع شخصية واحدة، كما يستخدم الأسماء بحرفية بالغة لتكون عنواناً أو موجزاً لتكوين هذه الشخصية على المستوى الإنسانى والنفسى والفكرى، ويتمكن نجاح عبد النور من جعل العلاقة بين الدال والمدلول علاقة "مُحَايَثَة"، أى أن كل منهما يقبع فى الآخر ويلازمه ويمتزج به، وبالتالى لا يمكن فصلهما أو الحديث عنهما بمعزل عن الآخر.
ويضيف أن عبد النور يوظف الإرشادات المسرحية بطريقة تكشف لنا الكثير عما يدور داخل ذهن البطل، دون أن يصرح الكاتب بذلك، حيث يدع المشاهد يقوم بعملية المقارنة بين ما تبرزه الإرشادات المسرحية وما يحدث فى ذهن الشخصية، أما السينوغرافيا والمؤثرات الصوتية فتأتى لتثرى عالم المونودراما بأبعاد خارجية لا يمكننا أن نعثر عليها فى الفضاء المسرحى داخل ذهن البطل، فنتبين من خلالهما مدى مرور الزمن ومدى إيغال البطل فى باطنه وابتعاده عن الحياة الخارجية المتدفقة فى الشارع من خلال صوت الإسعاف والسيارات والانهيار وما إلى ذلك، كما أن جرس الهاتف يمثل حلقة وصل أخرى بين عالم الفضاء المسرحى والعالم الخارجى، وهو جرس يثير انسياب أفكار البطل ويدفعه لإخراج رؤيته المسرحية ولأن يسرد لنا ما يحدث على خشبة مسرح أخرى ومسرحية أخرى له.
ونجاح عبد النور كاتب مصرى يعمل بدولة الكويت، حاصل على درجة الليسانس فى الأدب الإنجليزى، حصل على عدة جوائز محلية وعربية منها جائزة الشارقة للإبداع العربى، جائزة الإبداع (فى المسرح) (دار نعمان العالمية للثقافة – لبنان) وجائزة دبى الثقافية وصدرت له العديد من النصوص للمسرح والإذاعة ترجمت بعضها إلى اللغة الإنجليزية.