نجحت البروفة الأولى من اليوم الأول لثورة الغضب والتى اجتاحت 90% من محافظات فى أول انتفاضة شعبية سليمة تطالب بالتغيير الحقيقى بعد سلسلة من الإخفاقات للسياسات الحكومية التى اختفى أعضاؤها جميعاً، رعباً من هتافات المتظاهرين التى كشفت عجز وزراء حكومة نظيف فى تقديم أية حلول لمشاكل هذا الشعب المطحون، الذى سلب من أبسط حقوقه وهو اختيار ممثليه تحت القبة، فجاء برلمان مزور ليضيف إلى هذا الشعب نكبة جديدة.
يبدو أن وزراء حكومة نظيف اعتقدوا أن هذا الشعب لديه طاقة لتحمل كل خطاياهم من تفشى البطالة وارتفاع الأسعار وتغلل الفساد فى كل مؤسسات الدولة، لكن نسوا أنه ربما يصبر هذا الشعب لبعض الوقت، ولكنه ينفجر فجأة، وهذا ما حدث فى انتفاضة 25 يناير، التى جاءت لتؤكد أن التغيير قادم لا محالة وأن أى ملف فاسد لن يتم تمريره مع هذا الشعب الثائر الذى لا يختلف كثيراً عن الشعب التونسى أو اللبنانى، لأننا أصحاب ثورات وهبات فى وجه الظلم على مدى التاريخ وأن كل شعوب العالم كله تعلم من هذا الشعب الطيب والحمول كيف ومتى يثور على الأوضاع التى فاقت كل الاحتمالات، فجاءت انتفاضة الغضب التى أعتبرها البروفة الأولى للتغيير فى كل المجالات فى مصر.
نعم نريد حكومة إنقاذ وطنى لتحقق أمانى كل الشعب الوطنى، حكومة إصلاح لبث الأمل فى نفوس هذا الشعب ويقضى على حالة اليأس والإحباط التى تمكنت من المصريين.. نعم نريد حل مجلس الشعب الباطل وإجراء انتخابات برلمانية نزيهة.. نعم نريد تشكيل لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد يحقق مبدأ سيادة الأمة ويكفل الفصل بين السلطات ويتيح تداول السلطة ويؤكد مدنية وديمقراطية الدولة.. نعم نريد للانتفاضة أن تستمر وبنفس الوتيرة التى صارت عليها اليوم، فشوارع مصر شهدت منظراً حضارياً من جانب المنتفضين، فلم يقم أحد بالتكسير أو التخريب، كما ردد بعض المسئولين فى حكومة الدكتور نظيف، بل كانوا مثالاً للعمل التظاهرى المنظم.
لقد نجح المتظاهرون فى تقديم نموذج عالٍ من التظاهر، لأن ثورتهم كانت ثورة ضد الجوع وضد الفقر وضد التزوير وضد البطالة وضد تحكم حزب رجال الأعمال وعلى رأسهم أحمد عز، الذى اختفى فى ظروف غامضة وصلت إلى أن الجميع أيقين أنه هرب مذعوراً أمام غضب الجماهير.
يا متظاهرى مصر اتحدوا حتى لا يشمت فيكم لص أو فاسد من المسئولين فى حكومة الحزب الحاكم، استمروا فى التظاهر بنفس الشكل الحضارى الذى ظهر تم به اليوم وكان محل إعجاب الجميع، فمطالبكم عادلة وأنتم الأعلون إن شاء الله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة