احتدم الجدل أمس الأول، الاثنين، بندوة فاروق عبد القادر، حول حصوله على جائزة التفوق، التى منحها المجلس الأعلى للثقافة له، قبل رحيله ببضعة أيام، فى يونيو الماضى.
وأثار الجدل الكاتب عبد الرحمن أبو عوف خلال الجلسة الثالثة من الندوة التى أقامتها لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة أمس الأول، الاثنين، وضمت جلسة شهادات لبهاء طاهر، وحسين عبد القادر، وعبد الرحمن أبوعوف، وجرجس شكرى، وأدارتها الروائية هالة البدرى.
وبدأ عبد الرحمن أبو عوف بتحية المجلس الأعلى للثقافة لقيامه برد الاعتبار لفاروق عبد القادر باحتفاليته رغم أنه لم يتركه فى حاله وفى غيبوبته، فمنحه جائزة التفوق وشاء القدر أن يرحل بعدها مباشرة ولم يتسلمها، لينجو من هذه الإهانة.
وعارضت القاصة هالة البدرى رأى أبوعوف، مشيرة إلى أن أصدقاء فاروق عبد القادر، هم من كتبوا طلباً للحصول على جائزة التفوق، من أجل تدبير مصاريف نقدية لعلاجه، وقالت: "حصل الأستاذ عبد العزيز عبد العال منا على الورقة، وذهب بها إلى فاروق عبد القادر الذى وقع على الورقة، قبل أن يفقد وعيه تماماً".
وقال عبد العزيز عبد العال، زوج شقيقة عبد القادر، إن فاروق عبد القادر لم يفقد وعيه تماماً، إلا فى شهر فبراير، فيما أكد بهاء طاهر وحسين عبد القادر أن الواقعة صحيحة، وأشارا إلى أن هناك أشخاص كثيرين تبرعوا بمبالغ للإنفاق على علاج عبد القادر، وعقبّت "البدرى" قائلة: هذا صحيح، حيث قمنا بجمع مبالغ لكن الأسرة رفضتها، مبررة الرفض بقدرتهم على الإنفاق على علاجه، لكن الأمر تطور بعد ذلك واحتجنا لمبالغ كثيرة.
فيما أكد الروائى الكبير بهاء طاهر، أنه ارتبط بصداقة كبيرة مع الناقد الراحل فاروق عبد القادر، مشيراً إلى أنها لم تكن صداقة كاتب بناقد، وإنما كانت علاقة إنسانية فى الأساس، استمرت عشرات السنين، كان فيها لحظات اقتراب و"صفا" وكان فيها أيضا لحظات غضب، مشيراً إلى أنه كان المسئول عن هذه اللحظات الغاضبة، وقال طاهر: كنت أقول دائما لفاروق عبد القادر إنك سوف تصبح متصوفاً، وكان يضحك، وأظن أنه كان متصوفا فعلاً فى سنواته الأخيرة.
وأكد طاهر، أن عبد القادر ورث عن والده حفظه للقرآن الكريم، وعشقه له، مشيراً إلى أنه من الكتاب القلائل الذين لا يخطئون فى كلامهم أو فى كتابتهم، ولغته العربية متينة جداً.
وتطرق طاهر لمنع فاروق عبد القادر المتكرر من الوظيفة الجامعية، مؤكداً أنه كان يستحقها، وكذلك منعه المتكرر من الوظائف التالية، مشيراً إلى أن ذلك جعل حياته كلها مقاومة، وقال طاهر: كنت دائماً أنصح عبد القادر بأن يتزوج، ولا أعرف إن كان أخطأ بعدم الزواج، أم أصاب، ولكننى كنت أشعر بحاجته للاستقرار.
وأكد طاهر، أن عبد القادر من النقاد القلائل الذين امتلكوا الموهبة النقدية، وكانت حياته المليئة بالإقصاء والإبعاد، منذ تخرجه من الجامعة، سببا فى زيادة قلقه، فصار صلبا، لا يرضخ، مضيفاً: أشعر براحة ضمير غامرة أن استرددنا صداقتنا بكل صفائها وعنفوانها فى الفترة الأخيرة من عمره، وأعتقد أن فاروق علمنا أن نرى الأدب من منظور عربى شامل، فهو الناقد الوحيد الذى كان توجهه فى النقد عروبياً منتظماً، فهو أول من قدم سعد الله ونوس، وعبد الرحمن منيف، ومحمود دياب، ومحمد شكرى، قائلاً: وهذا فضل يجب أن نذكره له.