لم يكن تعادل المقاصة أمام الأهلى فى الأسبوع الأخير من الدور الأول لمسابقة الدورى المصرى مفاجأة، ربما لأننى كنت أتوقع هذا السيناريو المرير الذى سيلعب به الأهلى أمام المقاصة، لأن المدير الفنى البرتغالى مانويل جوزيه ظن أن أولئك اللاعبين مازالوا قادرين على العطاء الذى كانوا يقدمونه منذ خمس سنوات.. ظن البرتغالى جوزيه أن قطار العمر مازال متوقفا ينتظر قدومه مرة أخرى لكى يقول ما يشاء من خطط على السبورة وينفذها بإتقان عال هؤلاء اللاعبون.. ظن المدير الفنى أن محمد شوقى قادر ومازال يملك مرونة وسط الملعب التى كانت كفيلة بأن تجعله وحشا كاسرا لا يستطيع أحد من الفريق الخصم الاقتراب من منطقة نفوذه، ودوما كانت تتكسر على أقدامه هجمات الفريق الآخر.. ربما جاء مشهد إحراز أبوتريكة هدف الأهلى الأول والوحيد من ضربة جزاء ليؤكد أن الأهلى لن يفوز لأن هدفا من ضربة جزاء، البعض شكك فيها، لا يستحق كل هذه الفرحة العارمة والجرى والعناق الحار مع المدير الفنى.. شعرت بكل أسف أنه عناق أشبه بالنفاق ومحاولات التقرب من المدير الفنى الذى أصبح وبات ولى النعم والقادر بشعبيته وجماهيريته التى تخطت كل نجوم الأهلى أن ينفى أو يحرم أى لاعب من المشاركة.. نعم شعرت أن الأهلى لن يفوز فى هذه المباراة ليس بسبب التشكيل العجوز.. العاجز، ولا غياب المجموعة الصاعدة أمثال محمد طلعت وعفروتو وأحمد شكرى.. ولكن كانت مشاعرى كلها تؤكد أن الأهلى لن يفوز لأن هناك حالات ظلم وتجن فى صياغة وتشكيل هذا الفريق.. هناك مجاملات جاءت بالترتيب مع المدير الفنى وقت تعاقده.. وهناك إملاءات واضحة جاء ينفذها.. وهناك أيضا سيناريو سابق التجهيز سيقوله جوزيه فى حالات الإخفاق على سبيل أنه جاء ليصنع فريقا جديدا قادرا على حصد البطولات فى المستقبل.. كنت أشعر أن الأهلى لن يفوز لأن حالة الشماتة فى تعادل الزمالك أمام الإنتاج الحربى غير مقبولة وغير منطقية، وعموما الأهم أن هذا التعادل جاء مهما ومفيدا ولمصلحة النادى الكبير.. ربما أرى ذلك حتى يفيق المدير الفنى ويخرج قليلا من عباءة الأوهام إلى عباءة الحقيقة التى بات لا يعرفها.. ربما هذا التعادل وإن كان صارما يجعل هذا المدير الفنى يسعى لإعادة ترتيب أوراق الفريق ولا ينظر بعنصرية إلى الشباب الصاعد.. ربما هذا التعادل يجعل مانويل جوزيه يعرف أن كل الفرق المشاركة فى الدورى باتت متشابهة فى الأداء وصار طموح الفوز متساويا لدى جميع اللاعبين، وأن الفوارق بين اللاعبين باتت متشابهة نظرا لأن الإغداق المالى بات متشابها لدى كل الفرق، ولذا فلن يتنازل أحد عن مباراة يخسر فيها بسهولة ولكن كل الفرق تسعى لكى تحقق الانتصار.. ولذا يجب على المدير الفنى البرتغالى أن يعرف ويتأكد أن مشوار الدورى بات صعبا على كل الفرق بما فيها الأهلى ولذا فالزمالك والأهلى والإسماعيلى وكل الفرق المتنافسة ستتعرض للتعادل وربما الخسارة لأن الآمال والطموحات والرغبة فى الوجود باتت مكفولة لكل اللاعبين دون تمييز.
> > >
يبدو أن السماء عادت مرة أخرى لتبارك حسن شحاتة، المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى، لأننى أرى أن بطولة حوض النيل بمبارياتها الخمس التى لعبها منتخبنا، هى المكسب الحقيقى لهذه البطولة.. فمن كان يتوقع أن يجد المنتخب خمس مباريات لكى يلعب ويجرّب، ويضع ما يشاء من خطط قبل لقاء جنوب أفريقيا الفاصل والمهم، لكى نعود إلى دوائر الأضواء فى تصفيات كأس الأمم القادمة، بعدما ضعفت حظوظنا، ولا نملك إلا نقطة واحدة فقط فى مشوار التصفيات.
وعندما جاء طوق النجاة بهذه المباريات استطاع شحاتة ورفاقه أن يعيدوا بعض الهيبة للمنتخب، وذلك بتثبيت المراكز الشاغرة، مثل تأكيد وجود أحمد سمير فرج فى مركز الظهير الأيسر، وتأكيد عمرو السولية وإبراهيم صلاح وحسام غالى وحسنى عبدربه فى مركز لاعبى الوسط المدافع، وظهرت أيضاً فى هذه المباريات بوارق أمل جديدة لمراكز المهاجمين، أبرزهم بالطبع سيد حمدى وأحمد بلال، وربما جاءت عودة النجم شيكابالا وحالة الانسجام والوفاق والرضا العام هى أهم المكاسب لهذه البطولة على الإطلاق، لأننا لا ننكر أن وجود هذا الفتى الذهبى بعد المصالحة الكبرى مع الجهاز الفنى، سوف تكون إضافة كبيرة لحالة التجديدات التى باتت مهمة لهذا المنتخب الكبير.. أزعم أن شحاتة ورفاقه قد عادوا كثيراً إلى سابق عهودهم عندما كانت العدالة هى المظلة الرئيسية فى الاختيارات، وكانت السر الأساسى للانتصارات المتلاحقة أفريقياً.. ولذا أرى أن فرصتنا عادت مرة أخرى لنحتل مركزا فى مجموعتنا الأفريقية ليسمح لنا بالمشاركة فى كأس الأمم القادمة.. وهذا سيتوقف بشكل كبير على تثبيت شكل الفريق فى مباراتنا المهمة أمام أمريكا، والتى أراها الاختبار الحقيقى النهائى قبل موقعة جنوب أفريقيا المهمة. > >
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة