كوب شاى وكسرة خبز، هو كل ما يتناوله 42% من المصريين على الإفطار والعشاء يوميًا، هذا ما أعلنه مركز العقد الاجتماعى التابع لمركز معلومات مجلس الوزراء قبل يومين فى تقرير بعنوان " الأحوال المعيشية للقرى الأكثر فقرًا".
ويشير التقرير إلى أن المواطن يحتاج إلى خمسين جنيهًا يوميًا ليصل إلى حد الفقر، ولا يعيش تحته، بمعنى أن خط الفقر فى مصر يساوى 600 جنيه دخلا منتظمًا فى الشهر الواحد، ويرى التقرير أن معاش التضامن الاجتماعى الذى لا يزيد على مائة جنيه فقط كل شهر لا يصل إلا لنحو 17% فقط من سكان تلك القرى، بينما 43% لا يصلهم هذا المعاش وليس لديهم أى دخل على الإطلاق.
وإذا طبقنا قاعدة أن خط الفقر يساوى 600 جنيه شهريًا فربما تزيد نسبة الفقر المسجلة فى مصر والتى تصل إلى نحو 42% لتتجاوز 60% وهو رقم صعب جدًا وفى غاية الرعب، ليس لأن فى مصر كل هذه النسبة الكبيرة التى تعيش على الخبز والشاى فقط، وإنما لأنه يعنى أن ثلثى سكان مصر قد تحولوا إلى قنابل موقوتة جاهزة للانفجار فى أية لحظة.
هذا هو الخطر الأكبر الذى تعيشه مصر الآن وفى المستقبل، الفقر الذى ينهش أجساد المواطنين.. ويغتال حياتهم، ويقتل أحلامهم، ويجعلهم يدورون فى دائرة الظلم والإحباط التى تولد الانفجار الكبير الذى لا يعلم أحد متى سيأتى؟.. ومن سيزيح فى طريقه؟
مصر وصلت إلى مرحلة الخطر، والفقر لم يعد ظاهرة، وإنما انتشر وتفشى، وتوغل، وأصبحنا شعبًا من الفقراء، ينتظر الإعانات الحكومية والدولية والأهلية، بينما بارونات الفساد تتضخم ثرواتهم، وتزداد حساباتهم فى البنوك كل يوم، حتى يأتى يوم تعود فيه مصر إلى ما كانت عليه قبل ثورة يوليو 1952، حيث كانت تعرف بمجتمع النصف فى المائة من الأغنياء، وأغلبية ساحقة من الفقراء!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة