يعانى سوق الذهب من هبوط حاد فى حركة البيع والشراء، بسبب تخوف العديد من التجار من وقوع أحداث شغب اليوم، الثلاثاء بالإضافة لتذبذب الأسعار وعدم استقرارها، حتى بلغت نسبة الكساد التى يشهدها القطاع 70% وأصبحت القاعدة المسيطرة على السوق هى "بيع قليل تكسب قليل تخسر كثيرا"، بعد أن وصل حجم المبيعات إلى مالا يتجاوز 10% مما كانت عليه السوق خلال بداية الألفية الثالثة.
وشهدت أسعار الذهب بالأسواق المصرية أمس "الاثنين" ارتفاعا عن أسعار أول أمس الأحد بنسبة 1.33%، ويعتبر الخبراء هذا الارتفاع هو الأكبر الذى يشهده جرام الذهب منذ عدة شهور، حيث ارتفع جرام الذهب لأكثر من 3 جنيهات عن أسعار الأحد بداية الأسبوع، متأثرا بارتفاعه فى البورصات العالمية التى جاءت على حساب انخفاض العقود الآجلة للنفط الخام لليوم الرابع، مسجلة أدنى مستوياتها خلال أسبوعين.
وسجل سعر أوقية الذهب الاثنين بالأسواق المصرية 7 آلاف و745 جنيها بارتفاع قدر بنحو 104 جنيهات عن أسعار بداية الأسبوع، بينما ارتفع جنيه الذهب ليسجل 1766جنيها و65 قرشا، بزيادة قدرها نحو 23 جنيها، فى حين ارتفع سعر جرام الذهب عيار 24 مسجلا 250 جنيها، و24 قرشا بارتفاع 3 جنيهات، و35 قرشا فى الجرام الواحد، كما زاد سعر جرام الذهب عيار 21 مسجلا 220 جنيها و83 قرشا، بارتفاع قارب الـ 3 جنيهات، كما ارتفع سعر عيار 18 مسجلا 189 جنيها، و20 قرشا بارتفاع قارب أيضا الـ 3 جنيهات عن سعر أول أمس، كما ارتفع عيار 14 مسجلا 147 جنيها و10 قروش بارتفاع بلغ جنيهين عن أسعار أمس.
فى البداية قال أحمد حميدة تاجر"مشغولات ذهبية"، إن سوق الذهب يعانى من الركود خلال الفترة الجارية بسبب انخفاض حجم القوة الشرائية بعد أن أصبحت أسعار الذهب تشهد تذبذبا بين الصعود والهبوط، وهو ما انعكس على حركة البيع والشراء، خاصة وأن من يريد الشراء ينتظر انخفاض الأسعار وفى المقابل فإن من يريد بيع مقتنياته من الذهب ينتظر أيضا الارتفاع.
وأضاف أن سوق الذهب سيظل الركود مسيطرا عليه حتى تستقر الأسعار، مؤكداً ثبات الأسعار حتى إذا وصل سعر الجرام إلى 2000 سيكون أحد العوامل الرئيسية التى تؤدى إلى رواج حركة البيع والشراء.
وشاركه الرأى وائل عفيفى تاجر ذهب، مؤكدا مرور سوق الذهب بحالة ركود كبيرة حتى وصل الأمر إلى أن نسبة المبيعات لم تتجاوز الـ 10% مما كانت السوق عليه من قبل، وهو ما انعكس بالسلب على تجار الذهب، مشيرا إلى إن هذا القطاع يعتمد فى أرباحه على زيادة حجم المبيعات طبقا لقاعدة "بيع كتير بمكسب قليل تربح كثيرا"، إلا أن شعار "بيع قليل أكسب قليل تخسر كثير" أصبح هو المسيطر على سوق الذهب.
وأرجع ركود السوق إلى عدم استقرار سعر الذهب وتذبذبه بين الصعود والهبوط، لافتا إلى أن سعر الجرام كان قد ارتفع لـ218 جنيها ثم انخفض دون سابق إنذار إلى 183 جنيها، الأمر الذى تسبب فى خسائر فادحة للتجار، الذين اتجهوا إلى شراء كميات كبيرة بعدما ارتفع سعر الذهب على غرار من يقومون بشراء الأراضى لـ"تسقيعها"، إلا أن التجار فوجئوا بانخفاض الأسعار إلى حد كبير حتى وصل الأمر إلى خسارة 35 ألف جنيه فى كيلو الذهب، لذلك أصبح اقتناء الذهب غير آمن مثلما كان فى الماضى.
وعن الأسباب التى أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب وأصابته بالركود، قال عفيفى، يقف وراء ذلك ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل الخضروات والأدوية والإيجارات، لافتا إلى أن الذهب ليس من السلع الضرورية بالنسبة لقطاع عريض من المواطنين لأنه يعد سلعة ترفيهية بالنسبة لهم، فضلا عن تأثر القطاع بموجات البرد والمطر التى تعطل حركة البيع.
وتابع: "أصبحت تجارة الذهب غير مربحة مثلما كان الحال قبل عام 2000" حيث كان السوق يشهد رواجا كبيرا خلال فترة الأعياد نظرا لإقبال المواطنين على الزواج وهو ما ينعكس على تجارة الذهب حيث كان يحرص جميعهم على شراء الشبكة التى تضم "دبلة وخاتم ومحبس وحلق وسلسلة بمستلزماتها" بالإضافة إلى "الغوايش"، إلا أن الأمر اختلف كثيرا حتى أصبحت قيمة الشبكة لا تتجاوز 2500 جنيه.
تُجار الذهب يغلقون محلاتهم خوفا من "يوم الغضب"
الثلاثاء، 25 يناير 2011 02:07 م
التجار يشكون من الركود الشديد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة