كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن أن وزارة الخارجية أعدت خطة لتنمية منطقة جنوب السودان دون النظر لنتيجة استفتاء حق الجنوب فى تقرير مصيره، والتى ستنتهى وفقا لتوقعات الكثيرين إلى دولة مستقلة فى جنوب السودان.
وقالت السفيرة فاطمة جلال، الأمين العام للصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية فى تصريحات خاصة "لليوم السابع" إن الصندوق أنشأ وحدة خاصة بداخله لجنوب السودان، مضيفة " لدينا أعمال كثيرة فى جنوب السودان وفقا لتوجيهات وزير الخارجية، أحمد أبو الغيط، وسيستمر هذا العمل طيلة الفترة المقبلة دون النظر إلى نتيجة استفتاء حق الجنوب فى تقرير مصيره "، مشيرة إلى أنها عندما ذهبت إلى جنوب السودان مؤخرًا اكتشفت أن ثلثى وزراء الحكومة من خريجى الجامعات المصرية.
وعددت السفيرة فاطمة جلال الوسائل التى يستخدمها الصندوق لتنمية الجنوب السودانى، وقالت "نحن نعمل فى صمت ولدينا منذ فترة حصة من المنح الدراسية مخصصة لأبناء الجنوب قبل اتفاق نيفاشا عام 2005، كما لدينا فى جنوب السودان عيادة طبية مصرية فى مدخل مدينة جوبا تقدم الخدمات الطبية وصرف الأدوية لأبناء الجنوب مجانا، بالإضافة إلى القوافل الطبية التى يجرى تسييرها من وقت لآخر للجنوب، وهناك مدارس مصرية ومستشفى ومحطات كهرباء وفرع لجامعة الإسكندرية، كما أن لدينا طلبة جنوبيين يدرسون فى جامعات مصرية لنقل الخبرات التى يتلقونها لأقرانهم بعد العودة إلى الجنوب، كم نعد الآن لتسيير قافلة فى مجال المناظير لإجراء الجراحات، مع بحث إمكانية تجهيز مركز صغير لجراحة المناظير فى الجنوب، كما أن هناك الآن قافلة عيون فى مدينة واو، وغرب الاستوائية.
وأوضحت السفيرة فاطمة جلال أن الخطة المصرية للتعامل مع جنوب السودان تختلف كليًا عن الخطط التى وضعتها الدول الأخرى ومنها الدول الأوروبية وأمريكا، حيث قالت إن كل المشروعات التى تقيمها الدول الغربية فى جنوب السودان غير صالحة لإقامة دولة، لأنه لا يوجد مشروع لتنمية قدرات الأفراد مثل التعليم والصحة، فالغرب مهتمون بالأنظمة الضريبية وما شابهها من أنظمة أخرى لكنهم يتجاهلون خطط التنمية البشرية، على عكس مصر التى أدركت أهمية التنمية البشرية لأبناء الجنوب، وشاركتها فى ذلك بريطانيا.
وقالت "نحن نخدم الشعوب وهدفنا تنموى ولا يوجد لدينا أى هدف سياسى، لذلك نجد ترحيبًا فى أى دولة نذهب إليها، فضلا عن أن وجودنا فى هذه الدول يعطى لمصر مردودًا إيجابيًا"، كاشفة عن خطة أعدها الصندوق لإطلاق حملة مكافحة العمى فى عدد من الدول الأفريقية بالتعاون مع البنك الإسلامى، وستبدأ بالجراحات، من خلال إرسال 3 قوافل لدولة تشاد ستجرى كل منها 1000 عملية جراحية، على أن تترك كل قافلة المعدات التى استخدمتها للجانب التشادى ليقوم باستخدامها فى المستشفيات من خلال الأطباء الذين سيتم تدريبهم فى مصر، لافتة إلى أنه هذه القوافل ستنتقل إلى أوغندا بعد تشاد.
أضافت:"أنه سيتم تسيير قافلة لجراحات المناظير إلى دولة إثيوبيا نهاية يناير الجارى، مع إنشاء المركز المصرى للمناظير فى أحد المستشفيات الأثيوبية بتكلفة مليون جنيه، يديره أطباء إثيوبيون تم تدريبهم فى مصر.
