توقع عدد من الخبراء، أن تتأثر البورصة نسبيا بأحداث اليوم الثلاثاء، مشيرين إلى أنه يمكن أن تشهد جلسة غد الأربعاء بعض عمليات البيع من قبل المستثمرين الأجانب، خصوصا بعد تظاهر عدد كبير اليوم فى بعض الميادين ضد الحكومة، وهو ما يتسبب دائما فى تنامى الخوف لدى المستثمرين من عدم الاستقرار السياسى، وهو العدو الأول للاستثمار بشكل عام خصوصا فى البورصة.
فى حين استبعد آخرون أن يتأثر السوق كثيرا بهذه الأحداث، مؤكدين أن الوضع السياسى مستقر، وأن المستثمرين تعودوا على هذه التحركات المنظمة سلفا، إلا أنهم أشاروا أيضا إلى احتمال تعرض السوق لموجة خفيفة من التراجع قبل أن يعود إلى مساره الطبيعى مرة أخرى.
رانيا نصار، رئيسة قسم البحوث فى المجموعة الاقتصادية، أكدت أن السوق مازال يتحرق فى اتجاه عرضى على المدى المتوسط يمكن أن يواجه بعض الخوف خلال جلسة غد، مما يعرضه لانخفاض نسبى لجلسة أو اثنتين، إلا أن ذلك لن يغير اتجاهه الأصلى (العرضى) قبل أن يعود للارتفاع مرة أخرى.
وأضافت نصار أن الفترة الماضية شهدت نشاطاً كبيراً لتعاملات الأجانب، ولكن بالبيع، إلا أن الأجانب عادة يتعاملون من منطلق خطة استثمارية واضحة، ولا يتأثرون كثيرا بالأحداث على خلاف المصريين الذين يتعاملون بمنطق القطيع ويتعاملون كتابع لتعاملات الأجانب بدون مقاييس واضحة، ومع ذلك فإن هناك شيئا واحداً يؤثر بسرعة على تعاملات الأجانب، وهى الاستقرار السياسى فى الأسواق التى يعملون بها، ولذلك تأثرت تعاملاتهم كثيرا بعد أحداث تونس بعد تردد شائعات عن احتمال تكرار ما حدث فى مصر.
وأشارت نصار إلى أن الأجانب عادوا للشراء بمجرد تأكدهم من كذب هذه الشائعات والتأكد من عدم إمكانية حدوث اضطرابات سياسية فى مصر على غرار ما حدث فى تونس، خصوصا بعد تطمينات المسئولين فى مصر، وتأكيد رئيس البورصة المصرية على استقرار السوق والاقتصاد المصرى وزيادة التحسن به بشكل مضطرد، وهو ما ساهم كثيرا فى تحسن أداء السوق مرة أخرى فى الجلسات الأخيرة، أو على الأقل تقليص الخسائر وبداية العودة للارتفاع مرة أخرى.
أما محسن عادل العضو المنتدب لشركة بتيونيرز لصناديق الاستثمار، فأكد على الدور الذى تلعبه إدارة البورصة فى ضبط إيقاع السوق خلال فترات الأزمات، منوها بالأثر الإيجابى لتصريحات الدكتور خالد صيام، رئيس البورصة، على امتصاص مخاوف المتعاملين، بالإضافة إلى إيجابية الدور الذى تقوم به إدارة الإعلام بالبورصة فى توعية المتعاملين وتزويد السوق بالبيانات والإفصاحات بصورة فورية حدت من امتداد عمق هذه الأزمة.
وتوقع عادل أن تستمر تعاملات الأجانب فى اتجاهها الشرائى خلال الفترة القادمة، خاصة أن التبريرات السياسية التى حاول البعض الترويج لها فى هذه الأزمة قد ثبت خطأها، مشيراً إلى أن الأوضاع فى السوق ترتبط وتبنى على استراتيجيات ممتدة للاستثمارات وليس على أحداث فردية طارئة.
أما مصطفى عادل رئيس قسم البحوث فى شركة هورايزون للأوراق المالية، فأكد أن أحداث اليوم لن يكون لها تأثير كبير على البورصة، خصوصا أنها منظمة لتكون اليوم فقط كتعبير عن الرأى ولن تمتد لفترات طويلة، وستقتصر فقط على اليوم الثلاثاء وهو أصلا إجازة رسمية مما تسبب فى أن تكون الأعداد كبيرة، أما ابتداء من غد فسيعود الناس إلى أعمالهم وسينتهى الموضوع، خصوصا وأن الشرطة التزمت الهدوء فى التعامل معهم بشكل غير متوقع مما سيقل من التأثير النفسى على المتعاملين غدا وسيحسب الموضوع على أنه مجرد تعبير وقتى عن الرأى أو الغضب، كما أطلق المتظاهرون على أعمالهم.
اقتصاديون: تأثير المظاهرات سيكون محدودا على البورصة
الثلاثاء، 25 يناير 2011 08:58 م
خالد سرى صيام رئيس مجلس إدارة البورصة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة