أعى تماماً أن للصبر حدودا، وأن الكيل قد فاض، وأصبحت أحوالنا لا تسر عدوا ولا حبيبا، وإنما تسر شياطين الإنس الذين حولوا بفسادهم وفجورهم حياة الكثيرين منا إلى جحيم.. متلذذين بإيلامنا ومستعذبين أوجاعنا!.
كلهم ثقة أننا مسلوبو الإرادة لا نملك من أمرنا شيئا، حيث نتحلى بصبر وجَلَد غير موجود لدى الكثير من شعوب العالم، وبالتالى من مصلحتهم بقاء أوضاعنا السيئة على ما هى عليه، لما يستفيدونه من مكاسب سياسية ومادية يظنون أنها ستحصنهم ضد حساب الله وغضبه عليهم فى الآخرة!!..
أعلم أيضاً أن ما حدث فى تونس مؤخراً من انقلاب الشعب التونسى الذى أدى إلى الإطاحة بالديكتاتور زين العابدين بن على الرئيس التونسى المخلوع، قد أيقظ الأمل والرغبة المشروعة فى التغيير فى عقول وقلوب الكثير من الشعوب العربية للتخلص من الأنظمة المستبدة الجاثمة على صدورهم منذ عشرات السنين!.. وأخص بالذكر غالبية شعب مصر من المطحونين المسلوبة حقوقهم على مرأى ومسمع من العالم كله.. والذين أقبل بعضهم بالفعل للتعبير عن آلامهم بالانتحار للتخلص نهائياً من حياتهم بسبب الظروف القاسية التى كبلتهم وأضعفتهم وأصبحوا إزاءها قليلى الحيلة لعجزهم عن مواجهتها والقضاء عليها بسبب تخلى أولى الأمر المسئولين عن حل مشكلاتهم والعمل على راحتهم!..
ولذلك وجدت من الضرورى كتابة رسالة إلى كل من يفكر فى الإقبال على الانتحار..
عزيزى الراغب فى الانتحار يأساً مما تعاني.. لا تخسر آخرتك كما خسرت دنياك، ضع نصب عينيك أن الحياة مهما طالت فهى قصيرة، وأن الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر، بمعنى أبسط: كل شىء وله آخر.. ولكل ظالم نهاية سوداء.. إذن فانتحارك هو بداية للهلاك وليست بداية للنجاة من الهلاك كما تتصور.. فلم يضر انتحارك أحد سوى ذويك ومحبيك من أسرتك خاصة الأطفال منهم والذين من الوارد جداً أن يقتدوا بك يوماً فى حال مواجهتهم ظروفا صعبة، وستكون بذلك قد ابتدعت بدعة مهلكة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار!. بل بالعكس سوف تتجاهل حكومتك ذلك وتتعامل مع مسألة الانتحار على أنها أصبحت "موضة" أو ظاهرة نفسية واجتماعية مفيدة جداً للقضاء على الانفجار السكانى الذى طالما ينادون بضرورة القضاء عليه!!.
وإذا أذنت لى عزيزى أن أهمس لك فى أذنك لأقول لك: إن الشاب التونسى محمد بو عزيزى الذى انتحر حرقاً لم يكن وحده مفجرا للثورة التونسية، ما حدث كان انقلابا من النظام التونسى أكثر منه انقلابا من الشعب على الرئيس السابق زين العابدين بن على.. وهذا بخلاف الوضع فى مصر.. فالحكومة والنظام والحزب الحاكم أحباب والداخل بينهم خارج ملعبهم!.. وهذا يعنى أن التغيير فى مصر لن ينتج عن طريق المظاهرات ومزيد من حالات الانتحار بل يحتاج إلى معجزة من السماء.
هناء المداح تكتب: عزيزى الراغب فى الانتحار.. لا تخسر آخرتك كما خسرت دنياك
الإثنين، 24 يناير 2011 01:22 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة