طالب جون ديفيز نائب مدير إدارة الشرق الأوسط والمسئول عن الملف الإيرانى فى وزارة الخارجية البريطانية، إيران بضرورة أن تظهر جدية بشأن التفاوض إزاء برنامجها النووى من أجل طمأنة المجتمع الدولى حول طبيعة هذا البرنامج ، محذرا من أنه إذا لم تستجب إيران للمطالب الدولية وإدراك أهمية التعاون فإن الضغوط الدولية ستزيد وعليها مواجهة المزيد من العزلة الدولية .
وقال ديفيز إنه أجرى مباحثات خلال زيارته الحالية لمصر مع وفاء بسيم مساعد وزير الخارجية حول تطورات الملف النووى الإيرانى بعد مشاركته ضمن الوفد البريطانى فى مفاوضات مجموعة 5+1 التى عقدت مؤخرا فى اسطنبول .جاء ذلك فى حواره مع المحررين الدبلوماسيين فى مائدة مستديرة عقدت الليلة الماضية بمقر السفارة البريطانية بالقاهرة .
وأضاف ديفيز أن مجموعة 5+1 التى تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين برئاسة كاثرين آشتون الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى طرحت خلال مفاوضات مع سعيد جليلى كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين فى اسطنبول أفكارا عملية لاتخاذ الخطوات لمواجهة مخاوف المجتمع الدولى حيال الملف الإيرانى.
وأوضح أن المجموعة طرحت على الجانب الإيرانى مبادرة مبادلة الوقود لمفاعل الأبحاث الإيرانى فى مقابل تصدير الوقود الإيرانى وذلك فى إطار الجهود لتوضيح طبيعة البرنامج النووى الإيرانى، مشيرا إلى سعى إيران إحداث انقسام داخل المجموعة وزيادة الخلافات فيما بينهم .
وأفاد بأن زيارة سفراء بعض الدول ووفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت الإيرانية بناء على دعوة من الحكومة الإيرانية كانت تستهدف تحدى المجموعة وتشتيت الانتباه ، موضحا أن إيران سعت إلى تأكيد مزاعمها بأن نحو 130 دولة تدعم إيران بزيارتها للمنشآت النووية وهذا خلافا للحقيقة ، مشيرا إلى رفض روسيا والصين تلبية دعوة الجانب الإيرانى لزيارة منشآتها النووية .
وذكر جون ديفيز نائب مدير إدارة الشرق الأوسط والمسئول عن الملف الإيرانى فى وزارة الخارجية البريطانية أن الجانب الإيرانى فى مفاوضات اسطنبول لم يبد منذ البداية الرغبة فى مناقشة الاقتراحات إلا إذا نفذت مجموعة 5+1 شرطين وهما الاعتراف الفورى بدون إبداء أى تعليق بحق إيران فى دائرة الوقود الكاملة لتخصيب اليورانيوم وطرح كافة مخاوف المجتمع الدولى وقرارات مجلس الأمن الدولى ، والشرط الثانى هو الوقف الفورى لكافة الأعمال العدائية التى يقصد منها العقوبات الدولية .
وأكد أنه عقد اجتماع فى ثانى أيام المفاوضات فى اسطنبول بين إيران ومجموعة فيينا (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ووفد الوكالة الدولية للطاقة النووية) لبحث التوصل إلى اتفاق حول الوقود ورفض الجانب الإيرانى مناقشة أى موضوع قبل تنفيذ الشرطين .
وقال إن مجموعة 5+1 قررت أنه لا يمكن الاتفاق على موعد آخر لإجراء المفاوضات بسبب المطالب الإيرانية ولكنها أكدت استعدادها لعقد اجتماع للتفاوض مع إيران ، نافيا طرح المجموعة قضية الأمن الإقليمى فى مفاوضات اسطنبول .
وردا على سؤال عما إذا كانت إيران طرحت قضية الأمن الإقليمى والخطوات التالية بعد فشل مفاوضات اسطنبول ، قال ديفيز إن إيران حاولت استغلال اجتماعات اسطنبول لطرح فكرة الأمن الإقليمى التى سبق أن طرحت فى مفاوضات جنيف والبرنامج النووى الإسرائيلى للتأثير على المفاوضات.
وأوضح أن المجموعة ستستمر فى ممارسة الضغوط على الجانب الإيرانى من خلال تنفيذ العقوبات المفروضة واستمرار التعاون مع الدول الأخرى لتنفيذ هذه العقوبات، مطالبا دول المنطقة بتبنى المزيد من الإجراءات للضغط على إيران مثل ما فعلت بعض دول الخليج باتخاذ بعض الخطوات العملية فى القطاع المالى .
ووصف جون ديفيز نائب مدير إدارة الشرق الأوسط والمسئول عن الملف الإيرانى فى وزارة الخارجية البريطانية عدم تعاون إيران فى محادثات مجموعة 5+1 التى عقدت مؤخرا فى اسطنبول بأنه مخيب للآمال ، قائلا إن رفض إيران وإصرارها على وضع شروط مسبقة غير واقعية يعتبر أمرا مخيبا للآمال وهو ما أكدته الدول الست الكبرى خلال مفاوضتها الأخيرة فى اسطنبول بشأن برنامجها النووى .
وأشاد بدور كاثرين آشتون الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى فى جهودها لإقناع إيران من أجل بناء الثقة وإتاحة الفرصة لها من أجل طمأنة المخاوف الدولية إزاء برنامجها النووى .
وردا على سؤال حول المخاوف من حدوث كارثة نووية نتيجة للفيروسات التى أصابت أجهزة الكمبيوتر فى المفاعل النووى الإيرانى ، أكد ديفيز على وجود هذه المخاوف لأن تأمين البرنامج النووى محل اهتمام الجميع، موضحا أن مجموعة 5+1 على استعداد لمساعدة إيران فى البرنامج النووى المدنى، ونوه بأن روسيا تتولى مفاعل بوشهر .
وعن سؤال حول موقف مصر من البرنامج الإيرانى ، أجاب ديفيز أن مصر مثل باقى الدول ضد البرنامج النووى الإيرانى ، وبالتالى هى تساند المواقف الدولية، ووصف العلاقات المصرية - الإيرانية بأنها "معقدة ولها أبعاد كثيرة"، مضيفا "أننا نفهم جيدا السياسية الخارجية المصرية وتفهمها لمدى خطورة البرنامج النووى الإيرانى".وردا على سؤال حول إمكانية استخدام القوة العسكرية مع إيران مثلما حدث مع العراق، قال ديفيز إن المجموعة تحاول إقناع إيران بأهمية بناء الثقة ، مؤكدا أن الحل الدبلوماسى هو أفضل شىء وأنه فى حالة الوصول إلى حل مع إيران فإن هذا سيفتح المجال للضغط على الدول الأخرى التى لديها برامج نووية فى المنطقة مثل إسرائيل .
واستبعد ديفيز تأثير الوضع فى تونس على الوضع الداخلى فى إيران وحدوث مثل تلك هذه الاضطرابات فى إيران .
مسئول بريطانى يطالب إيران بطمأنة المجتمع الدولى حول برنامجها النووى
الإثنين، 24 يناير 2011 03:45 م
جون دايفيز خلال لقائه المحررين الدبلوماسيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة