أيدرى كل منا قدر القيمة العظيمة الكامنة بداخله؟.. أيدرى كيف أنه معجزة تتجدد مع كل لحظة يحياها.. أيدرى كل إنسان أنه صنع رب أتقن كل شىء صنعا.. الكثير منا.. بل معظمنا.. لا يدرك قيمته الحقيقية.. وينتظر أن يراها فى أعين الآخرين.. فى كلماتهم.. فى مواقفهم.. لكن فى هذا الزمن.. يضن فيه الأخ بالشكر على أخيه.. بل وقد يجحد الناجى فضل من أنقذه.. كم هم فقراء من لا يدركون حجم غناهم الكامن فى نفوسهم.. ولا يرون تلك البطولة الواضحة فى مواقف حياتهم.. وينتظرون أن يعترف بها الآخرون.. فكيف للآخرين الاعتراف بما لم تعترف به أنت؟.. وأنى لهم رؤية ما لم تستغله أنت؟
دقق النظر فى حياتك.. ستجد نفسك بطلاً.. ولو لم يصفق لك الجمهور.. ستجد نفسك قوياً.. وإن لم تحصد الميداليات الأوليمبية.. اعرف قيمتك وأيقن من نبل معدنك.. فقيمتك أقيم من أن تباع وتشترى.. أو يرفعها الناس أو يهملونها.. أنت لست بسلعة فى بورصة الحياة.. بل أنت خير مخلوق صنعك رب الحياة.. صنعك لتحيا فى نعمه.. لتشكره على ما وهبك إياه.. خلقك وقادر على أن يبلغك كل ما تتمناه.. خلقك ربك لتحيا.. فكيف يكون بطلاً من رفض نعمة الله.. الحياة.. وظن أن فى انتحاره يصفق الجمهور.. ويحقق ما لم يحققه فى حياته.. ونسى أنه بانتحاره يكون قد أغضب الله برفضه نعمة الحياة.. أيقن أنه من طلب رضا الناس بسخط الله.. سخط عليه الله.. وأسخط عليه الناس.. ومن طلب رضا الله حتى وإن سخط الناس.. رضى عنه الله.. وأرضى عنه الناس.. فانظر لنفسك.. لتعرف أن قيمتك أقيم من أن تقيم بآراء الناس.. فقد تكون بطولتك أقيم وأعظم من أن يراها الناس.. لأنك لم تحققها للناس.. ولكن حققتها لرب الناس.. ففى أى الميادين تريد أن تكون بطولتك؟
محمود كرم الدين يكتب: كيف يكون بطلاً من رفض الحياة؟
الإثنين، 24 يناير 2011 10:24 م