علقت مجلة "التايم" الأمريكية على الوثائق السرية الفلسطينية التى كشفت عن استعد السلطة الفلسطينية للتنازل عن أجزاء من القدس الشرقية لإسرائيل، وقالت إن هذه الوثائق ربما تكون بمثابة المسمار الأخير فى نعش عملية السلام فى الشرق الأوسط.
وبعد أن رصدت المجلة أهم القضايا التى تناولتها الوثائق، قالت إن كلا من الرئيس الفلسطينى محمود عباس وكبير المفاوضين صائب عريقات يعملون بطبيعة الحال فى إطار حدود عملية لا يملك الفلسطينيون فيها أى نفوذ، فقد بدا أن السلام ما هو إلا مجرد تسمية خاطئة بعد أن تخلى عباس وعريقات عن الحرب مع إسرائيل. وهما فى الحقيقية لا يملكان ما يمكن أن يقدموه، لدرجة أن القادة الإسرائيليين يعتقدون أنهم الآن يحتاجون إلى أن يكون الوضع الحالى مقبولاً من الجانب الإسرائيلى، وبذلك، فإن أنصار عباس قد يقولون عن التنازلات التى عرض تقديمها ربما تكون الحل الواقعى الوحيد لتحقيق صفقة فى ظل غياب أى رغبة أمريكية للضغط على إسرائيل. لكن نقص العروض المتاحة على طاولة المفاوضات هو الذى دفع العديد من قادة حركة فتح التى يتزعمها عباس إلى حثه على التخلى عن عملية تقودها الولايات المتحدة وتبنى استراتيجيات للضغط على إسرائيل.
وتمضى المجلة الأمريكية فى القول إن الضجة التى أثارتها الوثائق من شأنها أن تعزز مزاعم المتشددين فى إسرائيل بأن عباس يفتقد إلى السلطة السياسية التى تمكنه من إقناع شعبه بالاتفاق الذى يعرضه على إسرائيل. وربما يذهب البعض إلى القول إن الكشف يظهر أن إصرار عباس على تجميد الاستيطان كشرط مسبق لاستئناف المحادثات ما هو إلا حيلة تضليلية من قبل قيادة راغبة فى التنازل لإسرائيل عن المستوطنات ولكن ليست راغبة فى مواجهة لحظة الحقيقة مع شعبها فى ضوء اتفاق سلام.
ورأت التايم أن التأثير الأساسى للوثائق الفلسطينية سيكون على إدارة الرئيس محمود عباس، وهى ليست إدارة ديمقراطية بالمعنى الحقيقى. وستكون المشكلة التى تواجه كلا من عباس وعريقات فى محاولتهما للتقليل من أهمية هذه الوثائق قى الأيام القادمة هو أن عملية السلام التى استثمروا فيها كل رصيدهم السياسى هى نفسها تحتضر وتتآكل مصداقيتها.
التايم: الوثائق الفلسطينية المسمار الأخير فى نعش عملية السلام
الإثنين، 24 يناير 2011 04:59 م