"أنا لست شخصية إبداعية لاستنفار الهموم، فأنا ألعب على المساحة الشعورية الوجدانية، هذه حارتى وأنا أحب أن أكون شيخ حارتى فى الجزء الجمالى"، كانت هذه إحدى مقولات الفنان إبراهيم عبد الملاك، الذى رحل عن عالمنا فجر اليوم الاثنين.
إبراهيم عبد الملاك، الذى ولد عام 1944 وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة جامعة القاهرة فى عام 1969، أكمل الدراسات العليا بالكلية علاوة على الدراسات العليا بأكاديمية الفنون الإيطالية بروما، ليس فقط من أهم الفنانين التشكيليين فى مصر بل إنه متعدد المواهب فهو ناقد وشاعر ونحات ومصور.
عبد الملاك، الذى يعد أحد مؤسسى الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى ووكيل نقابة الفنانين التشكيليين قد عمل أيضاً بالصحافة بمجلة صباح الخير وروز اليوسف، وحصل على عضوية نقابة الصحفيين.
قال عنه الفنان الكبير حسين بيكار: "إنه مفاجأة للحركة الفنية المعاصرة بحماس شديد باعتبارها ظاهرة أعادت إلى فن النحت بعضا من وقاره بعد غيبة طويلة أنفقها الفنان فى النقد الفنى والكتابة الأدبية والرسم فى الصحافة بأسلوب دافئ وغير مترفع".
وفى الوقت ذاته كان بيكار أحد الشخصيات التى أثرت فى إبراهيم عبد الملاك، حيث قال عبد الملاك،" فيمن عرفت من بشر بهرت وأحببت واحترمت كثيرين لكن ثلاثة منهم كان لهم تأثير علىّ فى وجودى وعلاقتى بالناس وبالحياة: صلاح عبدالكريم، ووالدى، وحسين بيكار، لهذا أقول كثيرا إننى محظوظ".
أما الفنان مكرم حنين فقد وصفه قائلاً: "على الرغم من مرحة الظاهر وسخريته اللاذعة فإنه يمتلك وجداناً درامياً ساخناً".
المرأة كانت بطلة رئيسية لمعظم أعمال إبراهيم عبد الملاك، باعتبارها رمز للخصوبة والدفء بل والحياة، وكان ذلك واضحاً فى معرضه الأخير الذى استضافته قاعة "بيكاسو" بالزمالك، والذى كان يحمل عنوان "الحرية امرأة"، حيث رسم عبدالملاك بورتريهات المرأة مهتما بإظهار تعبيراتها التى تنبع من شخصيتها، وفى الغالب يحيط وجهها بإطار من اللون الأبيض أو الذهبى الشفاف، وكأنه يحدد الوجه ليبرز جماله.
أقام إبراهيم عبد الملاك العديد من المعارض الخاصة فى مصر والعالم حيث أقيم له معارض بكل من إيطاليا وفنلندا وألمانيا وفرنسا ثم تونس والمغرب والكويت والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا والسودان.
وشارك عبد الملاك فى عدد من المعارض الجماعية المحلية منها: معرض "دعم الانتفاضة الفلسطينية " بالقاعة المستديرة بنقابة التشكيليين ومعرض الرسوم الصحفية بقصر الفنون، والصالون الأول لفن الرسم والمعرض القومى للفنون التشكيلية ومهرجان الإبداع التشكيلى الأول ومعرض (إبداعات حرة) بقاعة الفن التشكيلى بأكاديمية الفنون.
صدر لإبراهيم عبد الملاك عدد من الكتب، منها: العلاقة بين الحب والإبداع وكتاب عن الفنان صلاح عبد الكريم، كما أن له أنشطة ثقافية عديدة منها: تنفيذ ديكور عدد من المحلات العامة والمساكن الخاصة وتصميم أغلفة العديد من الكتب الأدبية ووضع الرسوم الداخلية لعدد من الروايات الأدبية.
كما حصل على جوائز دولية منها: الميدالية الذهبية من قاعات فرنكلين منت لأعلى مبيع منتج فنى بالولايات المتحدةالأمريكية فى عام 1986 عن تصميم مجوهرات فرعونية وإسلامية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة