قال أمين الجميل، الرئيس اللبنانى السابق، إن زيارته للقاهرة كانت بسبب التشاور مع القيادات المصرية، وعلى رأسها الرئيس مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، وعمرو موسى أمين جامعة الدول العربية، حول القضايا فى المنطقة العربية، والوضع اللبنانى الحالى.
وأضاف الجميل خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدى فى برنامج من قلب مصر الذى أذيع على قناة نايل لايف، أن هناك نوعا من الانقلاب الزاحف نحو الشرعية فى لبنان، حيث إن هناك استخداما للسلاح من بعض القوى السياسية وعلى رأسها حزب الله، للتأثير على قرارات بعض النواب تجاه اختيار رئيس الحكومة القادم، وخير دليل على ذلك تغيير وليد جنبلاط لموقفه.
وأشار الجميل إلى أن الأصوات ليست واضحة أو ثابتة فى حسم اختيار رئيس الحكومة، مضيفاً أن فارق الأصوات سيكون قريباً، مشيراً إلى أهمية وجود سعد الحريرى على رأس الحكومة، لأنه نجح فى إخراج لبنان من السيطرة السورية والوصول بها إلى الاستقرار.
وقال الجميل، إن المعارضة لا تريد الحريرى لهذه الأسباب، كما أن سوريا تريد حكومة تابعة لها، تعود من خلالها إلى الهيمنة على لبنان مرة ثانية، ليس من خلال عودة الجيش والمخابرات السورية، وإنما من خلال نفوذها فى الأجهزة المسئولة بالدولة.
وأضاف الجميل أنه لو فاز الحريرى فسيكون لديه جزء من التحرر والاتصالات فى تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أنهم ليسوا ضد تشكيل حكومة توافقية تضم كل القوى السياسية، مضيفاً أن الحكومة الأخيرة حققت إنجازات هامة فى التاريخ اللبنانى على رأسها الخروج من الهيمنة السورية.
وأشار الجميل إلى أنه فى حالة فوز تيار المعارضة فستكون الحكومة اللبنانية فى مواجهة مع جموع المواطنين، بالإضافة إلى مواجهتها مع عدد من الدول الصديقة سواء العربية أو الأجنبية، حيث إنه ستنحاز إلى محور عربى على حساب الآخرين، كما أنها ستعمل على عدم تفعيل قرار المحكمة الدولية.
ورفض الجميل فوز المعارضة بالديمقراطية، حيث سيكون من خلال استخدام السلاح، مضيفاً أن انتخاب الرئيس اللبنانى الحالى كان بإجماع كل القوى السياسية قبل اجتماع الدوحة، مستبعداً لذلك السبب أن تنقلب حكومة المعارض فى حالة فوزها عليه.
كما رفض الجميل فكرة المقاومة كحجة يستخدمها حزب الله للتمسك بالسلاح، مضيفاً أن هذه الفكرة انتهت منذ خروج الجيش الإسرائيلى من لبنان، كما أن استحواذ سوريا على بعض المزارع اللبنانية إذا تم إخراجها من تلك المزارع، فستلجأ إلى القانون الدولى الذى سيمكنها منها مرة أخرى.
وأضاف الجميل أنهم يريدون توافقاً مع الجميع دون تفرقة، مشيراً إلى أن بعض الدول رفعت يدها من الوضع اللبنانى بسبب رغبة سوريا فى أن تكون هى المخول الوحيد للأوضاع اللبنانية، وهو ما رفضته تلك الدول، مشيرا إلى أنه ليس ضد أى علاقات مع سوريا، حيث إنه أقرب جار لهم، ولكن عليها فى نفس الوقت احترام الشئون الداخلية للبنان.
واستنكر الجميل رفض حزب الله للمحكمة الدولية قائلا: بدلا من أن يرفض المحكمة الدولية، عليه أن يقدم البدائل لها، مشيراً إلى أنه تمت المصالحة مع الجانب الفلسطينى منذ عام ونصف تقريبا، من خلال مؤتمر المصالحة والمصارحة بحضور 300 شخصية وعلى رأسهم السفير الفلسطينى فى لبنان.
وأشار الجميل إلى أن حادث القديسين حادث إرهابى فى المقام الأول، مبديا ثقته فى تعامل القيادات المصرية مع الحادث بالشكل الأمثل، ولكنه فى نفس الوقت قال من حقنا أن نتعاطف مع إخواننا الذين قتلوا.
واختتم الجميل حديثه أن لبنان مرت بظروف أصعب من التى ستمر بها خلال اليومين المقبلين، وقادرة على تخطيها، مطالبا من المحيطين بلبنان أن يرفعوا أيدهم عن الأوضاع الداخلية ويتركوهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم.
أمين الجميل لـ"لميس الحديدى": أحذر من انقلاب على الشرعية فى لبنان
الإثنين، 24 يناير 2011 02:50 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة