عبد المنعم فوزى

يا رجال الأعمال اتحدوا

الأحد، 23 يناير 2011 10:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتبرع بنص ثروتك إذا كنت عايز تعمل حاجة لأولادك وتظهر لهم إزاى بتحبهم، وتجعل العالم أفضل لهم ولأبنائهم.. ماتخافوش الدعوة دى مش للمليونيرات المصريين أو حتى العرب ولكنها حملة يتبناها الملياردير الأمريكى الشهير وارين بافيت «٧٩ عاماً» بالتعاون مع مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس «٥٤ عاماً» لإقناع مليارديرات أمريكا بالتبرع بالجزء الأكبر من ثرواتهم لصالح أعمال خيرية ليه بقى؟ لأن أمريكا مرت بأزمة اقتصادية شديدة، فحس بعض الأثرياء بمعاناة إخوانهم فأعلنوا عن حملات تبرع باسم تعهد بالعطاء.

سوقوا فكرتهم بمخاطبة الجانب الإنسانى لرجال الأعمال الكبار، باعتبار التبرع التزاماً أخلاقياً وليس عقداً قانونياً تنطبق عليه المواصفات القضائية فعملوا أيه؟ طلبوا من العائلات الثرية بأن يناقشوا أسباب ثراءهم وكيف يريدون أن تصرف ويفكروا بجدية هما عايشين ليه ولمين وإزاى؟ أسئلة منطقية بتفرق بين الإنسان اللى كرمه ربه بنعمة التفكير عن الحيوان اللى مالوش هم فى حياته إلا الأكل والشرب والشغل واللعب وبس.

النتيجة إن أكثر من 57 مليارديرا قرروا أن يتعهدوا ويخصصوا أموالا أكبر من نسبة الـ50 فى المائة المطلوبة منهم مايكل بلومبيرج عمدة نيويورك، وجورج لوكاس مخرج سلسلة أفلام «حرب النجوم» وتيد تيرنر مؤسس قناة «سى إن إن»، وكمان بارون هيلتون وريث سلسلة هيلتون للفنادق، ورجل البنوك ديفيد روكفيلر. الجميل إنهم ماحطوش شروط ولا مطالب لمن يحصل على هذه المعونة من ناحية الدين والجنس أو اللون.

قبل الحملة دى كان بول آلان، الذى شارك فى تأسيس «مايكروسوفت»، قد أعلن تبرعه بمعظم ثروته التى تبلغ ١٣.٥ مليار دولار للأعمال الخيرية، بعد فترة عصيبة عاشها أثناء علاجه من سرطان الغدد الليمفاوية. وطبعا أنتم عارفين إن الجامعات الأمريكية العريقة أنشأها أغنياء أمريكيون مثل جامعة ستانفورد وكارنيجى ملون وكذلك المؤسسات الخيرية مثل فورد فونداشن وروكفولر فونداشن.

الحكاية وما فيها إن التطوع والعطاء مش جديد على المجتمع الأمريكى لأنها ثقافة واتغرزت فيهم بتعكس علاقة التكافل والمشاركة بين أفراد يتقاسمون العيش والفهم الثقافى المشترك وعايزين يسعدوا ويساعدوا بعض بشكل محترم.
طب إحنا مالنا بالحكاية دى وحتقولى أنت عايزنا نـقــلـــد أمريـكــــا فى هذه الـجــزئيــــة وهل ده ممكن يعمله أغنياء مصر، والذين كل همهم الكسب السريع وبس وكل ما يفعلوه لا يؤثر ولا يقدم أى تنمية أو تطور حقيقى للبلد.
شوف يا صاحبى لما أقولك إحنا عندنا برضه الكثير من رجال الأعمال كسب أمواله بالحلال, وهؤلاء نجدهم يتنافسون فى أعمال الخير والصدقة ومساعدة الأسر الفقيرة سواء فى الخفاء أو العلن. كمان إحنا عارفين بعض كويس ومشكلتنا لو مليونير اتبرع لازم نقلق ونعيد ونزيد ونلسن عليه، وطبعا التهم جاهزة وندور وراه ويفتح على نفسه ألف باب. المشكلة إننا مش عارفين أو عايزين نشتغل بروح الفريق والجماعة يعنى نعمل حملة كبيرة لجمع أموال حقيقية نعمل بيها حاجة تخدم المجتمع والناس بجد. يعنى مثلا يسهموا فى مجال التعليم الخربان اللى حتى الآن مالوش حل وأصبح كارثة حقيقية ولا يؤهل لأى حاجة.

التعليم فى العالم ثلاثة أنواع إما حكومى محدود الإمكانات، كما هو حاصل عندنا، أو خاص يهدف إلى الربح أولاً، وإما تعليم أهلى لا يهدف إلى تحقيق ربح من أى نوع، ولكنه له هدف وحيد، هو تقديم خدمة تعليمية حقيقية لكل طالب يذهب إليها. عارفين جامعة هارفارد وهى مازالت الأولى على مستوى العالم كله بلا منافس دى بقى جامعة أهلية، أنشأها رجال للأعمال وخصصوا لها وقفاً لا تزال تعمل به، وهكذا الحال مع سائر الجامعات المماثلة فى أرجاء الدنيا.

علشان كده التعليم أحد الأدوار الاجتماعية التى يجب أن ينهض بها رجال الأعمال مش يبقى سبوبة لتوليد الثروة لسرقة الآباء وعمر وطاقة الأبناء والدولة أيضا. ده بقى اللى لازم رجال الأعمال الشرفاء يسهموا فيه مش بس بالمال ولكن بالجهد أيضا.

الحكاية وما فيها إن المتبرع أو المتطوع صحيح بيخفف من حاجة ما أو صدمة ما، أو يساعد فى بناء المجتمع، ولكن فى نفس الوقت بيحس بقيمته وبمعنى لوجوده فى الحياة وزى ما بيقولوا أصحاب الحملة عندما نعطى نحن نلهم الآخرين على العطاء ونحاول أن نجعل الأثرياء يفكرون بطرق مبتكرة لتشغيل أموالهم لمساعدة الآخرين وده الحل لتخفيف حدة الاحتقان فى المجتمع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة