وزير خارجية تركيا يؤكد حرص بلاده على وحدة واستقرار العراق

الأحد، 23 يناير 2011 10:31 ص
وزير خارجية تركيا يؤكد حرص بلاده على وحدة واستقرار العراق وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو
عمان (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو حرص بلاده على وحدة واستقرار العراق واندماجه مجددا مع الدول المجاورة والمجتمع الدولى.

وقال أوغلو فى حوار مع صحيفة "العرب اليوم" الأردنية نشرته فى عددها الصادر اليوم، الأحد: "إن استقرار العراق الذى نراه قلب الشرق الأوسط، هو من أهم سياسات تركيا الخارجية، كما أن الحفاظ على وحدة أراضى العراق وتحقيق الأمن والاستقرار وترسيخ السلام الداخلى وازدهار الاقتصاد فيه، وأن يصبح دولة تنتج الأمن والازدهار فى المنطقة، ويندمج مجددا مع الدول المجاورة والمجتمع الدولى، هى أولى الأسس لسياستنا تجاه العراق".

وأضاف: "أن تقدم العراق فى هذا الاتجاه سيشكل دوراً مهماً فى تطور وأمن الشرق الأوسط"، مؤكداً أن تركيا تقف دائما بجانب الشعب العراقى وستبقى كذلك.

وتابع قائلا: "توجد علاقات متطورة ومتنوعة تسمح لنا بالتعاون الكثيف مع العراق وكل يوم، وبالإرادة المتبادلة تتطور وتتعمق هذه العلاقات"، مشيراً إلى أن الهدف هو إنشاء تعاون إستراتيجى طويل الأمد بين البلدين، وخصوصا فى المجالات السياسية والاقتصادية.

وحول آخر التطورات فى موضوع الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، اعتبر أوغلو أن فشل محاولات الولايات المتحدة فى تمديد مدة إيقاف الاستيطان يؤدى للقلق، مشيراً إلى أن قرار إسرائيل القاضى بعدم وقف الاستيطان، وخرقها المتواصل لقواعد القوانين الدولية رغم دعوة المجتمع الدولى إليها بالتوقف عن بناء المستعمرات، يدل بوضوح على أن إسرائيل قد سدت الطريق أمام مفاوضات السلام، وعمق الشكوك فى أنها فعلا لا تريد السلام. وأكد أن تركيا تدعم فكرة إقامة دولة فلسطين المستقلة فى أقرب وقت فى إطار مبدأ الحلول للطرفين.

وحول دور منظمة المؤتمر الإسلامى فى القضية الفلسطينية، قال أوغلو: "إن منظمة المؤتمر الإسلامى تقوم بدور فعال فى حمل قضية الشعب الفلسطينى العادلة إلى الأجندة العالمية، إلى جانب تضامن أعضاء المؤتمر الإسلامى وباقى الدول مع الفلسطينيين وتطوير وتحقيق برامج المساعدات للفلسطينيين سواء كان اللاجئون منهم فى دول مختلفة، أم كان إخواننا فى قطاع غزة، أم فى القدس والضفة الغربية".

ورداً على سؤال حول العلاقات التركية الإسرائيلية بعد الهجوم الذى شنه الجيش الإسرائيلى على سفينة مرمرة "أسطول الحرية"، وهى فى المياه الدولية العام الماضى، أكد وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو، أن الهجوم الذى قامت به إسرائيل على قافلة المساعدات الإنسانية، والذى تسبب بمقتل تسعة مدنيين منهم ثمانية مواطنين أتراك ومواطن أمريكى من أصل تركى، هو انتهاك واضح لقواعد القوانين الدولية.

وقال أوغلو: "إن الهجوم الإسرائيلى على سفينة "مرمرة" كان مفرطاً وغادراً ولا يمكن القبول به، ولكى تعود علاقاتنا مع إسرائيل إلى الوضع الطبيعى، فإنه يتوجب عليها الاعتذار رسميا ودفع التعويضات المطلوبة".

وحول الوضع النهائى فى علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبى وعدم الوضوح فى عضوية تركيا للاتحاد، قال أوغلو: "إن هناك علاقات ديناميكية كثيرة الأبعاد وشاملة متجذرة بين بلدنا وبين الاتحاد الأوروبى، وهى تتقوى وتتطور فى إطار التعاون فى المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية إلى جانب المفاوضات من أجل العضوية".

وأضاف "أن مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبى لا تستمر بالسرعة التى نريدها بسبب معيقات بهدف سياسى من قبل بعض الدول الأعضاء.. ونحن ننتظر من الاتحاد الأوروبى تنفيذ مسئولياته وتعهداته".

وقال "إن التطورات فى العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبى تشير إلى أن تركيا تتقدم نحو هدف عضويتها فى الاتحاد، وسيستمر بلدنا بثبات بالسير فى المفاوضات والإصلاحات إلى هدفها النهائى فى طريق عضويتها للاتحاد الأوروبى".

وحول رؤية تركيا للتقارب بين إسرائيل وقبرص اليونانية واليونان، قال أوغلو: "هناك زيادة ملحوظة فى الاتصالات بين اليونان وإسرائيل فى الفترة الأخيرة، وقد رصدنا التصريحات اليونانية التى تفيد أن تطور العلاقات بين إسرائيل واليونان ليس له أى علاقة فى سير العلاقات بين تركيا وإسرائيل".

وفيما يتعلق بنظرة تركيا إلى التطورات الأخيرة فى البرنامج النووى الإيرانى، قال أوغلو: "إن تركيا منذ البداية تؤيد فكرة الحوار للوصول لحلول سلمية بخصوص برنامج إيران النووى، وترى أن الدبلوماسية هى الخيار الوحيد لحل المشكلة المتعلقة ببرنامج إيران النووى"، مشيرا إلى أن بلاده تشجع إيران ودول "5 + 1" على الانضمام والمساهمة البناءة للمفاوضات وستستمر فى العمل من أجل النجاح فى هذه المفاوضات.

ورداً على سؤال حول تقييم العلاقات التركية الأمريكية، قال وزير الخارجية التركى أحمد داوو أوغلو: "إن هناك تعاوناً بين تركيا والولايات المتحدة كونهما حليفين وشريكين فى مجالات عديدة متنوعة كموضوع العراق وأفغانستان وباكستان والشرق الأوسط والبلقان والقفقاس وآسيا الوسطى وشرق البحر المتوسط ومكافحة الإرهاب وأمن الطاقة ومنع اتساع الطاقة النووية ومكافحة الأزمة الاقتصادية".

وأضاف أنه تم اتخاذ خطوات مهمة من أجل تقدم العلاقة وتنوعها بين البلدين، خاصة من الناحية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مشيرا إلى أنه تم عقد أول اجتماع فى شهر أكتوبر الماضى على نطاق وزارى لآلية نطاق التعاون الإستراتيجى، والتجارى والاقتصادى الذى أسس أثناء زيارة رئيس الوزراء التركى إلى واشنطن فى ديسمبر 2009، وقال: "نتوقع أن يعقد الاجتماع المقبل فى تركيا خلال العام الجارى".

وقال إن علاقات تركيا والولايات المتحدة ليست ذات أهمية على نطاق علاقات ثنائية فقط، بل إنها علاقات تحمل أهمية على نطاق إقليمى وعالمى، لافتاً إلى أنه ربما تتغير الأساليب بين فترة لأخرى ولكن هدف التعاون بين البلدين واحد، وهو المساهمة معا فى محاولة تحقيق السلام الإقليمى والعالمى والازدهار والاستقرار.

وحول أهداف ونطاق آلية التعاون الحاصل بين تركيا وكل من الأردن وسوريا ولبنان، قال أوغلو: "إن التعاون الرباعى هو مشروع تعاون غير مسبوق من قبل فى المنطقة"، مشيرا إلى أن الآلية المتفق عليها تهدف إلى تشكيل منطقة تجارية تعطى إمكانية تداول الأشخاص والأموال بين الدول المشتركة.

وأوضح وزير الخارجية التركى، أن هذا المشروع يهدف إلى تحقيق التلاؤم الاقتصادى وتطوير الإستراتيجية المشتركة على مدى طويل وتقوية التعاون الموجود بين الدول الأربع على نطاق دولى ورسمى، والتقدم والازدهار معا، والعيش بسلام واستقرار مشترك، مشيراً إلى أن آلية التعاون الخاصة بهذا التحالف الرباعى مفتوحة لانضمام دول المنطقة الأخرى.

وقال: "نحن نهدف إلى تحقيق التعاون وليس الصراع، والحوار الإيجابى وليس السلبى مع الدول المجاورة وباقى دول المنطقة، ونحن ننتج مشاريع مشتركة تصب فى مصلحة جميع الأطراف، كوننا نهدف إلى إحلال الاحترام المتبادل، والحوار والدبلوماسية بدلا من الصراع المدمر".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة