بهذه الكلمات عقبت على الإجراءات الاستثنائية السريعة التى اتخذتها حكومتنا المباركة والنظيفة جداً لتحصين نفسها وللتخفيف عن المواطنين لتفادى عدوى الاحتجاجات التونسية التى أطاحت بالرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على، حيث أوصى الحزب الوطنى الحاكم خلال اجتماع هيئة مكتبه مع د.أحمد نظيف رئيس الوزراء بعدم إصدار أى تصريحات أو قرارات من شأنها زيادة العبء على المواطنين خلال المرحلة القادمة، كما تقرر اتخاذ إجراءات احترازية لمنع استفزاز المواطنين، ومطالبة مجلس الوزراء بتأجيل أى قرارات خاصة بزيادة الأسعار أو الضرائب خلال هذه الفترة، كما عقد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر اجتماعاً استثنائياً لمناقشة خطة الاتحاد لإزالة أى بوادر احتقان فى الأوساط العمالية، مشدداً على ضرورة النزول إلى جميع المواقع العمالية لتجنب حدوث أى فجوات بين القيادات العمالية وقواعدها داخل الشركات.. وعجبى!
إيه الهمة والحنية المزيفة دى يا حكومة؟
يا سلام!.. آل يعنى خايفين علينا من الاستفزاز وزيادة الأعباء!.. على أساس أننا نعانى منذ فترة من نقص الأعباء والضغوط، كما نعانى من تضخم فى الرفاهية والشعور بالأمان!.
طبعاً مثل هذه الإجراءات الهزلية تعتبر حلقة أخرى من حلقات مسلسل استخفاف الدولة بعقول ومشاعر وأوجاع الشعب، الذى بدأ للأسف الشديد بعض أفراده التخلص من حياتهم حرقاً مقتدين بمحمد بو عزازية الشاب التونسى المنتحر حرقاً والمفجر للثورة التونسية باعتباره القشة التى قسمت ظهر البعير!.. ورغم ذلك استهتر بهم بعض المسئولين غير المسئولين على الإطلاق على شاشات الفضائيات، فمنهم من أرجع ذلك إلى أن مثل هذه التصرفات ما هى إلا رغبة فى لفت الانتباه والشهرة والظهور فى التليفزيون!.. ومنهم أيضاً من وصف طريقة أسرع للموت حرقاً بدلاً من الطريقة التى اتبعها المواطن عبده عبد المنعم الذى لم يمت بعد محاولته الانتحار حرقاً أمام مجلس الشعب، بل أصيب فقط!..
يا إلهى.. فى أكثر من كده تبلد وقسوة وجبروت؟
جوعونا وشردونا وغرقونا وحرقونا وأخيراً جعلونا مجرمين فى حق أنفسنا وفى حق الآخرين!.
إلى كل مواطن بائس ومحبط ولديه النية للانتحار بأى وسيلة.. الانتحار ليس حلاً، فالآلاف فى مصر ينتحرون سنوياً لضيق ذات اليد وصعوبة الأحوال المعيشية، ومع ذلك لم يتحرك ساكن!.
شباب ع القهوة "عواطليه"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة