أعرب الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى عن حزنه وأسفه لعدم وضع تمثال طه حسين للفنان التشكيلى عبد الهادى الوشاحى فى الميدان الموجود أمام جامعة القاهرة، وأضاف أنه من المؤسف أن هذا التمثال لم يجد مكانه حتى الآن فى الميدان.
كان ذلك خلال الاحتفالية التى نظمتها مجلة بورتريه للفنان التشكيلى عبد الهادى الوشاحى مساء أمس بجمعية محبى الفنون الجميلة، والتى شهدت حضوراً كبيراً من المثقفين والفنانين التشكيليين والشخصيات العامة، منهم، جميلة إسماعيل، والمخرج مجدى محمد على، والمخرج يسرى نصر الله، ود.نبيل عبد الفتاح، والفنان محمد عبلة، والدكتور صلاح الراوى، ود. كمال مغيث، ود.عادل السيوى، وهانى المنياوى، وأحمد الجمال، والفنان عز الدين نجيب، وسيد القماش.
وقال حجازى إن تمثال طه حسين يعد من أعظم ما أنتج الوشاحى من أعمال نحتية، حيث إنه يظهر حسين فى هيئته الحقيقية، فهو الملك العملاق المتوتر، الجالس كأنه قائم والقائم كأنه جالس مستقر، مضيفاً أن علاقته بالوشاحى علاقة صداقة قديمة وقوية، لكن توطدت هذه الصداقة بشكل أكبر أمام تمثاله لطه حسين.
وأشار حجازى إلى أن تكريم الوشاحى هو تكريم واحتفال استثنائى للاحتفال بفنان ذى قيمة عظيمة يستحق الاحتفاء به كثيراً، حيث إنه يمثل الاستمرار الذى نحتاج إليه واتصال الحاضر بالماضى، كما أننا لابد أن نعتز ونكرم كل المبدعين فى فن النحت مثله مثل غيره من الفنون.
واستطرد قائلاً: إن الحديث عن نحت الوشاحى يحتاج لثقافة مركبة، حيث إن من يتحدث عنه يحتاج إلى معرفة النحت ذاته ومعرفة نحت الوشاحى بشكل خاص، لأنه يمثل "نحت فى النحت".
الاحتفالية التى شهدت حضوراً كبيراً، واستمرت لمدة تزيد على الثلاث ساعات لم يمل فيها الحضور عن الحديث عن الوشاحى، لم تشهد فقط حضور أصدقاء الوشاحى، بل شهدت أيضاً حضور تلاميذه من كافة الأعمار، وكانت الزهور هى السمة المميزة لهذا الاحتفال، احتفاءً وتقديراً لأستاذهم.
من جانبه دعا الدكتور رضا عبد الرحمن، الفنان التشكيلى ومؤسس مجلة بورتريه للفن التشكيلى، وزير الثقافة فاروق حسنى لتبنى وضع تمثال طه حسين فى أحد الميادين العامة، مشيراً إلى أنه فى حالة رفضه لوضع التمثال سيتم عمل اكتتاب عام لوضع التمثال فى أحد الميادين العامة ضد رغبة الوزير.
وأضاف أن تكريم الوشاحى يأتى كتكريم لأستاذ أثر فى مجموعة كبيرة من الفنانين فى مصر المعاصرة وتتلمذ على يديه مجموعة كبيرة من الفنانين الموهوبين. وقال الفنان عبد الهادى الوشاحى، إن وزير الثقافة لم يمانع فى عرض تمثاله لطه حسين بأحد الميادين العامة، إلا أنه لم يبرر ذلك واكتفى بهذا القول رداً على ما قيل.
وأوضح أن أحد أسباب قلق وتوتر الإنسان المصرى المعاصر هو عدم عرض أعمال النحاتين فى الميادين العامة، حيث إن هذه الأعمال تحرض المواطن المصرى على التأمل وبالتالى إعمال العقل، مضيفاً أن النحت يختلف عن باقى الفنون الأخرى من ناحية التلقى، حيث إنه يدخل فى العقل الباطن للإنسان.
وأشار إلى أنه خلال سفرياته للخارج فى بدايات عمله بالفن، كان يشعر بهزيمة مصر، فعندما سافر لأسبانيا بعد هزيمة 1967، كان يسمع الأسبان يرحبون به بكلمة "إيخيبتوا" بدلا من "إيجيبتوا"، مضيفاً أنه لا يصدق كيف يسمون الرئيس عبد الناصر ناصر ومصر مهزومة؟!
وأكد الوشاحى، أن وفاة والدته وعمره 4 سنوات قد أثر بشكل كبير فى نفسه، وجعل لوالده أثر كبير فى تشكيل شخصيته، حيث ساهم والده فى حبه للفن من خلال الكتب التى كان يجلبها له لقراءتها.
وقال المخرج مجدى محمد على، إنه لا يصح أن يظل تمثال طه حسين حبيساً لا يعرض فى أحد الميادين العامة، بسبب وجود خلافات تافهة بين الوزير وبين الوشاحى.
وأكد محمد كمال، المشرف على مجلة بورتريه، أن هناك مجموعة من المعايير اختار مجلس تحرير مجلة بورتريه على أساسها عبد الهادى الوشاحى للفوز بوسام المجلة وحصوله على لقب سلطان النحت الطائر، ومن هذه المعايير أخلاقيات هذا الفنان، حيث عاش طوال حياته مستغنياً بإبداعه وفنه عن العالم أجمع وعن كل ما يهبط به إلى ثقافة الانبطاح، حيث ظل صاحب هيبة كبيرة هى "هيبة الأستاذ الجليل"، كما أنه صاحب مدرسة متميزة فى النحت بعد الفنانين محمود مختار وجمال السجينى، وهى مدرسة النحت الطائر.
وأوضح أن مجلة بورتريه أرادت الاحتفال بالفنان عبد الهادى الوشاحى، باعتباره قيمة عظيمة، وفاز بوسام المجلة للعام الثانى على التوالى، والذى فاز به فى العام الماضى الفنان أحمد نوار، رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة