قدرت مصادر مالية مطلعة أن ثروة الرئيس التونسى المخلوع تقدر بـ5 مليارات يورو.. وهذا شىء عجيب ومذهل.. فالرجل لم يكن يملك شيئا يذكر قبل وصوله الحكم.. ثم إنه لا يمتلك بمصباح علاء الدين مع أنى أشك فى قدره العفريت على جلب كل هذه الأموال، فمن أين له بتلك الأموال الطائلة فى بلد صغير مكافح به من البطالة ما جعل أحدهم يشعل النار فى نفسه، وبه من الضيق والغضب ما يجعل الناس يهبون ثائرين على الظلم والفساد المنتشر.. لكن هل الرئيس التونسى المخلوع هو الوحيد الذى يمتلك الثروة؟ بالتأكيد لا.. فأغلب الحكام عندنا ثرواتهم أكبر من ميزانيات بلدانهم المثقلة بالعجز والاقتراض بشروط مجحفة من صندوق النقد الدولى الذى لا يرمى بالكتاكيت أبدا هباء، بل بشروط تجعل البلد بما فيها فى قبضة الدول الكبرى فتملى عليها القرارات لتصبح أسيرة كسيحة لا صوت لها ولا رأى.. ما هو العمل العبقرى الصعب الذى يقوم به حكامنا فيجعلهم أثرياء لهذا الحد الفاحش، بينما شعوبهم تعانى الفقر والبطالة والجوع.. أليس بإمكانهم أن يقولوا لنا فى خطبة من خطبهم الكثيرة عن أفكار وخطط ومشاريع من بعض ما عندهم لنعرف ونتعلم فنصبح قادرين على تيسير أمورنا الصعبة كل يوم وسيجزيهم الله بأحسن ما عملوا؟!..
فى الدول العظمى من الممكن أن تعمل ثروة وراتب الرئيس بضغطة زر يبلغ راتب الرئيس الأمريكى 400 ألف دولار سنويا، بالإضافة إلى 50 ألف دولار سنويا للمصروفات الإضافية.. فى بلداننا العربية محال أن تعرف، فالبلد وما فيه من خيرات للحاكم أما الديون والعجز فللشعب! ورحم الله الخليفة عمر بن عبد العزيز فلقد طلب رجلاً يشترى له كساء بثمانية دراهم، فاشتراه له فأتاه به فوضع يده عليه وقال: ما ألينه وأعجبه! فضحك الرجل الذى اشتراه لما سمع فقال له عمر: إنى لأحسبك أحمق أتضحك من غير شىء؟ قال: ما ذاك بى ولكنك أمرتنى قبل ولايتك أن أشترى لك مطرف خز، فاشتريت لك مطرفاً بثمانمائة درهم، فوضعت يدك عليه فقلت: ما أخشنه! وأنت اليوم تستلين كساء بثمانية دراهم، فتعجبت من ذلك وأضحكنى! فقال عمر: ما أحسب رجلاً يبتاع كساء بثمانمائة درهم يخاف الله عز وجل، ثم قال: يا هذا إن لى نفساً تواقة للمعالى، فكلما حصلت على مكانة طلبت أكبر منها، حصلت على الإمارة فتاقت إلى الخلافة وأدركت الخلافة فتاقت نفسى إلى ما هو أكبر من ذلك وهى الجنة!
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة