أنا زوجة منذ فترة ليست بالقصيرة، وأم لأولاد تعرفت على زوجى بالطريقة التقليدية، حيث رأنى وأنا ذاهبة لكليتى، فلم أكن قد أنهيت دراستى بعد، ولكنى كنت فى السنة النهائية منها أعجبه هدوئى وعدم حبى للاختلاط، فعلى الرغم من أنى لست بشخصية انطوائية إلا أن كل شىء عندى له حدود.
وتقدم لخطبتى ونظرا لأنى لم أكن أحب شخصا آخر فقررت أن أختار من بين المتقدمين لى الشخص الأنسب، وبما أن قلبى لم يكن له اختيار تركت الاختيار لعقلى وكانت فترة الخطوبة قصيرة جدا قضيتها كلها فى تجهيز منزل الزوجية ومستلزمات الزواج .
وبدأت حياتى الزوجية لا أنكر أنى أحببته لأنه زوجى ولأنه كان أول رجل فى حياتى وحاولت أن أقربه منى بشتى الطرق، ولكنى فوجئت بشخصيته التى أراها موجودة فى رجال كثيرين غير زوجى شخصية الابن الذى يعتمد على أبويه فى كل كبيرة وصغيرة من شئون الحياة ليست لديه أى قدرة على المواجهة ولا اتخاذ القرار، بخيل جدا، انطوائى، يكره الاختلاط، غير مجامل على الإطلاق، شخصية خاوية من الداخل باختصار قليل الحيلة.
لن أطيل عليكم فى سرد صفات زوجى التى لم أحبها وحتى لا تتهمونى بأنى ممن يكفرن العشير، ولكنها الحقيقة المرة التى عشتها سنوات، ولكنى لم أيأس ولم أستسلم أبداـ وحاولت قدر المستطاع أن أغير من زوجى، وأن أغير من طباعه هذه، وكانت المحاولة مضنية جدا والنتائج غير مبشرة، ومرت فترة ورزقنى الله بأولادى الذين ملئوا على حياتى وجعلوا لحياتى هدفا وغاية، وحاولت جاهدة أن أزرع فى أولادى صفات تمنيتها فى زوجى فزرعت فيهم الاعتماد على النفس وتحمل المسئولية، وحب الناس، والمجاملة، وكبر الأولاد على ذلك وأنا ما زلت على عهدى مع نفسى فى بزل الجهد للإصلاح من هذا الزوج الذى لم يتغير أبدا، ودعوت الله فى صلواتى وتضرعت إليه أن يهديه وأن يعرف أن لزوجته وأولاده عليه حق، وأن الحياة شراكة وتعاون وأن الرجل هو من يتحمل المسئولية ولا يهرب منها.
ولكن للأسف بعدما كبر الأولاد صارت تصرفات زوجى تبعد الأولاد عنه يوما بعد يوم حتى اتسعت الهوة بينهما وبينه وعندها أصابنى الإحباط واليأس، وشعرت بأنى مهما فعلت فلن أغير فيه شيئا وقررت أن أعيش لنفسى ولأولادى مع الاحتفاظ بإخلاصى الشديد له، وأن أكون لأولادى أما وأبا حتى أصبحت زوجة من طرف واحد، وتسلحت بسلاحين البرود وادعاء الغباء حتى أستطيع أن أكمل حياتى معه، فأصبحت لا أنفعل كثيرا من عدم تحمله للمسئولية ولم أعد أنزعج بشدة من قسوة ردوده على وعلى الأولاد، وكنت أقابل تصرفاته بمزيد من الثبات والبرود معا حتى لا أفقد أعصابى بعد أن فقدت الكثير من صحتى. ومع الأيام لم يعد له مكان فعلى فى حياتنا واقتصر وجوده على استكمال الشكل الاجتماعى فقط.
وأود أن أوجه رسالتى إلى كل زوج أرجوك اقرأ قصتى وفكر مع نفسك هل تظلم زوجتك مثلما ظلمنى زوجى، حدد مكانك فى قلب زوجتك واعرف مساحتك فى حياتها وإياك أن تقع فى الأخطاء التى تفقدك حبها واحترامها وامنحها قلبك وعطفك واهتمامك، فالمرأة لا يبهرها فى الرجل ثراءه ولا وسامته قدر ما يبهرها تصرفاته ورجولته، لن تأسر قلب زوجتك بما تقدمه لها من مال أو خدمات قدر ما تأسرها بلمسة عطف وحب وقبلة على جبينها، وشعورها معك بالأمان. أرجوك أن تضم زوجتك وأولادك إلى حضنك ولا تدع أى فرصة تهدم علاقتك بها حتى لا تصبح فى يوم من الأيام مجرد زوج شرف.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة