أكدت صحيفة "الدستور" الأردنية ضرورة أن تمارس الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها الراعية الوحيدة للعملية السلمية دورها بمنتهى النزاهة والشفافية، وأن تصر على تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة حفاظا على السلم العالمى وتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم.
وقالت الصحيفة، فى افتتاحيتها اليوم "الأحد"، إن على واشنطن أن تدين الاستيطان الإسرائيلى وتتخذ الإجراءات اللازمة لتطبيق الرؤية الدولية القائمة على انسحاب قوات الاحتلال من كافة الأراضى العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ترميما لمصداقيتها التى تضررت كثيرا لنهجها القائم على "الكيل بمكيالين".
وأضافت "لم تكن المصداقية الأمريكية على المحك كما هى اليوم، حيث أنظار العالم كله ، وخاصة الدول العربية، تتجه إلى مجلس الأمن بانتظار صدور قرار يدين الاستيطان ويدعو حكومة الاحتلال الصهيونى إلى وقف هذا العدوان استنادا إلى القانون الدولى واتفاقية جنيف الرابعة التى تحظر إجراء أى تغيير فى المناطق المحتلة".
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة الفلسطينية والمجموعة العربية طلبت من واشنطن الموافقة على القرار ،المعد للتصويت وعدم اللجوء إلى "الفيتو" وخاصة أن كافة دول مجلس الأمن موافقة على إدانة إسرائيل والطلب منها التوقف عن انتهاك القوانين والأعراف الدولية والالتزام بالرؤية الدولية وقرارات الرباعية والقرارين 242، 338 اللذين يدعوان عصابات الاحتلال إلى الانسحاب من كافة الأراضى العربية المحتلة عام 1967 وفى مقدمتها القدس العربية.
وأكدت الصحيفة أن مواقف واشنطن المؤيدة والداعمة للاحتلال الصهيونى وعلى امتداد ستة عقود ، كانت ولا تزال السبب الرئيسى فى رفضه الامتثال للشرعية الدولية بدءا من قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947 ، وقرار حق العودة 194 وحتى القرار 1516 الذى يدعو إسرائيل إلى فك الحصار عن قطاع غزة وإدخال كافة المواد الغذائية والسلع ومواد البناء والأدوية والوقود للقطاع.
وقالت صحيفة "الدستور" الأردنية إن واشنطن أشهرت "الفيتو" أكثر من 50 مرة لإنقاذ حليفتها وربيبتها إسرائيل من العقوبات الدولية ومن تداعيات انتهاكها للقانون الدولى، وتجلى ذلك فى الضغوط التى مارستها لتجميد قرار القاضى "جولدستون" الذى يدين عصابات الاحتلال فى عدوانها الغاشم على غزة ويطالب بمحاكمة المسئولين الإسرائيليين بتهمة حرب الإبادة واستعمال أسلحة محرمة "الفوسفور الأبيض" .
وأضافت الصحيفة أن واشنطن استخدمت أيضا الفيتو فى تجميد قرار المنظمة الدولية لحقوق الإنسان الذى يدعو إلى إجراء تحقيق دولى فى الاعتداء الغاشم الذى قام به الجيش الصهيونى على سفينة "مرمرة" التركية العام الماضى فقتل تسعة أشخاص وأصاب أكثر من 21 متضامنا كانوا يبحرون فى أعالى المتوسط لتقديم المساعدات الإنسانية لأكثر من 5ر1 مليون فلسطينى محاصرين فى قطاع غزة ويتعرضون لكارثة إنسانية بسبب هذا الحصار الظالم وغير الإنسانى.
واعتبرت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة - إذا أرادت - أن تجبر حليفتها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ، مشيرة فى هذا الإطار إلى موقف الرئيس الأمريكى إيزنهاور فى خمسينيات القرن الماضى حينما أجبر رئيس وزراء إسرائيل بن جوريون على الانسحاب من قطاع غزة بعد العدوان الثلاثى 1956، وأيضا بموقف جورج بوش الأب عشية مؤتمر مدريد 1991 حيث هدد بوقف ضمانات القروض إذا لم تشارك إسرائيل ، فانصاع رئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل اسحق شامير للأوامر الأمريكية.
صحيفة أردنية: على أمريكا ممارسة دور الوسيط النزيه فى عملية السلام
الأحد، 23 يناير 2011 10:22 ص
الاحتلال الإسرائيلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة