د.طارق النجومى يكتب: أعطنى خبزاً وحناناً

مواطن يشعل النار فى نفسه من أجل حصة الخبز.. كان يحصل على 20 رغيفاً مدعماً لأسرته و20 رغيفاً أخر باسم ابنه تكون الحصيلة 40 رغيفاً.. طيب عايز إيه من الدنيا تانى..!!
ورغم طمعه وجشعه..!! فقد صدرت الأوامر بمتابعة هذا الموقف الإنسانى الفريد وطلب تقريرا ومتابعة دقيقه لهذه الحالة الإنسانية لهذا المواطن المسكين والاستماع إلى المواطن الذى قام بإشعال النار فى نفسه أمام المجلس.
فجأة تفجرت ينابيع الحنان الناضبة، وظهر المعدن الأصيل والقلب الطيب وأصبح المواطن معدوم السعر له سعر عند عليه وكبار القوم ؟؟؟ فجأة أصبحت القلوب تحس بنبض الفقراء والمساكين.. ألهذا الحد.. يا الله.. الضنا غالى يا ولاد.. والضنا هو المنصب.. هو الجاه.. هو المغنم.. الذى يحرك القلوب الساكنة ويلهب المشاعر الهادئة..!!
أين كانوا من موظفين مساكين باتوا الليالى على رصيف سيد قراره وأمام المصالح وتوفى منهم من توفى، وهو مفترش الأرض وملتحف السماء يطالب بزيادة راتبه جنيهات قليلة ليسد رمق أولاده ويكف نفسه شر مد يده ومعصية ربه.
أين كانوا من ألف ومائة من ركاب عبارة الموت من نساء وأطفال وشيوخ وشبان وهم يصارعون الموت لأربعة عشرة ساعة..؟؟ كان الضحايا يطلقون الصرخات والعويل ولا منقذ ولا منجد ولا مغيث.. كانوا نياما مطمئنى البال والضمير فى القصور و فوق الوسائد.
بأى وجهه ستقابلون رب العالمين وهو يسألكم لماذا لم تمدوا لهم يد العون.. وفى النهاية كانت قضيتهم جنحة ضد شخص ركب الهواء جهارا نهارا فارا من العقاب تحت الأسماع والأبصار..!!
أين كنتم عندما اغتيل شباب خالد سعيد.. لم تمتد يدا لأمه وأهله وتركتموهم يطردون من قاعات المحاكم..!! أين كنتم من سيد بلال وهو يهمس أحد.. أحد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة..!!؟ أين كنتم من ومن ومن..!!؟ القائمة طويلة.. الآن والآن فقط فتحت الأذان المغلقة والعقول المتكبرة والألسن المنعقدة تكلمت..!!؟
اللهم جنب بلادنا الفتن فالفتن طريق الهلاك.. اللهم نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس.. رب اشرح لنا صدورنا ويسر لنا أمرنا وانصرنا على القوم الظالمين.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.