وزير هندى: مصر مؤهلة لتكون مركزاً للطاقة المتجددة

أكد الدكتور فاروق عبد الله، وزير الطاقة الجديدة والمتجددة الهندى، استعداد بلاده التام للتعاون مع مصر ونقل التكنولوجيا فى مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، للإسهام فى تنفيذ الإستراتيجية المصرية الرامية لمشاركة الطاقة الجديدة المتجددة بنسبة 20% من إجمالى الطاقة بحلول عام 2020.

وقال عبد الله اليوم، السبت، على هامش زيارته الحالية لمصر: "إن مصر مؤهلة لأن تكون مركزاً إستراتيجيا للطاقة الجديدة والمتجددة فى أفريقيا وفى المنطقة العربية"، موضحاً أن بلاده لديها خبرات متقدمة للغاية فى مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ويمكن بالتالى تبادل الخبرات مع مصر فى هذه المجالات.

وأضاف أنه أجرى مباحثات على جانب كبير من الأهمية مع وزير الكهرباء والطاقة المصرى الدكتور حسن يونس، تم خلالها بحث سبل دعم التعاون المشترك فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، وشدد على أهمية مذكرة التفاهم التى تم توقيعها بين الجانبين فى ختام المباحثات، مشيراً إلى أن توقيعها سيتيح المجال لتعاون أكبر فى مجالات الأبحاث والمشروعات الفنية الخاصة بتطوير شبكات الكهرباء، وتصنيع المعدات والأجهزة الخاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة، وتدريب الكوادر البشرية فى الجانبين.

وأكد أنه تم إرساء الأسس اللازمة لتدشين شراكة قوية بين مصر والهند فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة ستشمل، إضافة للتعاون الحكومى تحفيز القطاع الخاص فى البلدين على إقامة مصانع لإنتاج المهمات ومحطات توليد الطاقة الخاصة بها.

وقال الدكتور فاروق عبد الله وزير الطاقة الجديدة والمتجددة الهندى، إن الهند سوف تنظم العديد من البرامج التدريبية المتقدمة للكوادر المصرية العاملة فى هذا المجال، وسيتم التنسيق بين البلدين للتوعية بجدوى الدخول إلى الطاقة الشمسية والرياح على مختلف الأصعدة، موضحا أن مثل هذه الشراكات ستصب فى مصلحة الجانبين المصرى والهندى على حد سواء، اقتصاديا وبيئيا وتكنولوجيا.

وأوضح أن الطاقة الجديدة تعد على المدى المتوسط أرخص سعراً بكثير من توليد الطاقة بالمصادر التقليدية كالبترول والغاز، مؤكدا أن مصر لديها إمكانات بشرية وتكنولوجية كبيرة.

ونوه بأن مصر تعد من أكثر الدول التى تمتلك المقومات اللازمة لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، موضحا أن دور رجال الأعمال فى الجانبين أمر مهم لتحقيق تقدم باتجاه إقامة شراكة فعالة بين الجانبين فى مجالات توليد الطاقة الجديدة.

وشدد على أن الهند لن تألو جهداً فى تزويد مصر بالتقنيات المتقدمة فى هذا المجال الحيوى، كما سيتم تعريف رجال الأعمال المصريين بطبيعة المشروعات العملاقة التى دشنتها الهند فى مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوليد الطاقة من النفايات.

وأكد عبد الله أهمية المباحثات التى أجراها مع وزير الكهرباء والطاقة حسن يونس لوضع أسس الشراكة بين البلدين فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.

وقال الوزير الهندى، إنه حرص على أن يرافقه خلال الزيارة وفد يضم 14 من كبار رجال الأعمال ورؤساء ومسئولى كبريات الشركات العاملة فى مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية فى الهند.

وأشار إلى أن حكومة الهند تشجع استثمارات القطاع الخاص فى مجال الطاقة المتجددة، وذلك إدراكا منها للدور الكبير الذى يمكن أن يلعبه قطاع الطاقة المتجددة فى التقليل من التغيرات المناخية العالمية والتعامل مع القضايا البيئية إقليميا ومحليا وتقليل معدلات الفقر وزيادة أمن الطاقة.

وأوضح الدكتور فاروق عبد الله، وزير الطاقة الجديدة والمتجددة الهندى، أن الهند بدأت تتحرك نحو استغلال الطاقة الشمسية مع إطلاق مشروع جواهر لال نهرو القومى للطاقة الشمسية فى وقت مبكر من العام الجارى تحت اسم (الهند الشمسية)، مشيراً إلى أنه سيتم توليد ألف ميجاوات من الطاقة من خلال مئات المحطات فى أنحاء البلاد فى غضون ثلاث سنوات.

وأشار إلى أنه سيتم فى المرحلة الثانية توليد 20 ألف ميجاوات كهرباء من الطاقة الشمسية بحلول عام 2022، موضحاً أنه مع زيادة عدد المشروعات فى هذا المجال ستنخفض تكاليف إنشاء محطات الطاقة لتصبح أسعارها فى متناول الجميع.

وقال إن هذا المشروع يمثل طفرة عملية وتقنية فى البلاد تماثل الثورات التى حققتها الهند فى مجالات الطاقة الذرية والفضاء وتكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى أنه سيتم فى إطار هذا المشروع العملاق إنشاء مجمعات حرارية للشمس على مساحة 20 مليون متر مربع بحلول عام 2020.

وأفاد بأن الهند ستنشئ فى إطار هذا المشروع أودية شمسية فى أنحاء البلاد على غرار أودية السليكون التى أنشئت، منوها بأن الطاقة المتجددة تعد أحد أهم العناصر فى عملية التخطيط للطاقة فى الهند.

ونوه بأنه تم تطوير شبكة للطاقة المتجددة فى الهند مع إصدار قانون الكهرباء لعام 2003، والذى يكلف لجان تنظيم الكهرباء بالولايات بدعم من مصادر الطاقة المتجددة، وقال إن طاقة الرياح تشكل حاليا النصيب الأكبر من إنتاجية الطاقة المتجددة بالهند، حيث تشكل حاليا نحو 70% من إجمالى الإنتاجية.