أن يقدم عامل محاولا الانتحار وإلقاء نفسه من فوق كوبرى قصر النيل هكذا بسبب فشله فى النيل من الزواج من ابنة عمه!! ثم ينقذه بسرعة أمن الكوبرى قبل لحظات من سقوطه لهو عمل احتجاجى وتبرم يضاف إلى الوتيرة الساخنة التى نعيش قصصها هذه الأيام الصعبة من يناير بدءًا من أوله وحتى الآن.
فقد غدت المظاهرات من جماعية فى تعبيرها إلى فردية صارت أشد فى عنفها من الجماعية، فهذا يحرق نفسه وذاك يلقى بنفسه وذاك يشنق، فى تظاهر احتجاجى وتبرم فاق كل توقع حتى صار شهر يناير من العام الحالى بحق أصعب شهر يناير يمر علينا فى التاريخ بل وتجاوز فى ملجمته الداخلية إلى العالمية، حيث سمعنا عن شاب فرنسى أحرق نفسه أيضًا ناهيك عما حدث فى تونس الشقيق وثورة بدأت بمن حرق نفسه احتجاجًا إلى ما دار ويدور رحاه الآن فى الجزائر ثم الانقسام وقصم الظهر فى السودان الشقيق حيث جاء حاسما فى شهر يناير وإنى لأراه مثل بركان قارب على الانفجار فسلام قولا من رب رحيم.
وأنى لأقول قبل أن تضطرم الفتنة بنارها وتنهش الأخضر واليابس وكأنى أرى شيطانا فى شكل عفريت قد أخذ ينفث من نفسه فى الناس ليزيد النار اشتعالا ثم يضحك ضحكة عالية خبيثة لا يسمعها إلا الدواب من خلق الله إلا الإنسان.
لأقول صبرًا أيها المؤمنون صبرًا فلا يأخذنكم الشيطان إلى كيده ومكائده فكيده مهما كان ضعيفا.. ولتعلموا أنه أقسم على الله فقال: "لأقعدن لهم صراطك المستقيم" ثم تخيلوا المعنى فى القعود فأت بحيوان بحجم الفيل ليقعد فى مسارك فإلى أين أنت ذاهب؟؟ وليكن مثل آخر: ليكن الملاحق لك كالذبابة التى تكاد تخانق وجهك وتحاول عبثًا صرفها عنك لكن دون جدوى.
حتمًا لا نريدها حميمًا من النار ولا بعد غرقى فى الأنهار ولا مشنوقين تحت الأسقف، بل بدأب محلى بجميلة الصبر فى المطالبة والاحتجاج، فالجو بطبيعته ساخن رغم برودة شهر يناير القارص.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة